هلال جديد.. ورمضان للتجديد.. مع المسحراتي
....................................................................
هو أول يوم من ايام الشهر الفضيل،انتظرته بفارغ الصبر ، أبتهج للقائه، ولياليه الجميلة التي تزدان بأحلى الأنوار لتحلى أكثر بعيوني وعيون الصائمين، وأنا احمل طبلتي بحبل في رقبتي يتدلى إلى صدري، وأصيح بأعلى صوتي : يا نايم وحّد الدايم... يا نايم اذكر الله... يا نايم وحّد الله... قوموا على سحوركم... وكم أكون سعيداً عندما امارس هذه المهمة لايقاظ الناس على السحور.. فما إن تشير عقارب الساعة الثانية قبل آذان الفجر بساعتين على الأكثر، حتى أجوب الشوارع والأزقة والحارات ، أقرع طبلتي التي تؤانس وحدتي بنغمات متفاوتة بين السرعة والخفة، وأجدد مناداتي (اصحى) يا نايم وحّد الدايم، رمضان كريم، وما أن يأخذ صوتي بالصدوح حتى أبصر أنوار البيوت قد أضيئت.
مهنتي...احبها وتحبني، ورثتها عن الآباء والأجداد، علمتني الكثير، وعلمت منها الآخرين الكثير. قد يجول في الخاطر ماذا يرى المسحراتي اثناء عمله ليلاً ! لقد رأيت معنى رمضان الحقيقي بمنظار طبلتي وتجوالي، رأيت الغني والفقير، رأيت سعادة الأسر المجتمعة على مائدة واحدة، الدفىء النابع من صلة الرحم، رأيت أثر الصدقة في وجة الفقير، استمعت الى أصوات التهجد والعبادات، رأيت الأنوار والفوانيس تزين الشوارع والمنازل. دخول جموع المصلين الى المساجد وخروجهم الذي يؤذّن بإنتهاء عملي لهذا اليوم.
هذا ما آراه في رمضان خلال سنوات عملي الكثيرة، وفي هذا العام سأشارككم الشعور لحظة بلحظة لأروي لكم ما آراه وما اشاهده في كل يوم اتجول فيه من بداية السحور الى ان يسلم الامام من الصلاة آذناً لجموع المصلين بالخروج لأعود ادراجي الى منزلي لأكتب لكم ما رأيت... ما أحببت... وما لاحظت... لتشاركوني رأيكم، تعليقاتكم وخبراتكم لنخرج في نهاية الشهر الفضيل وقد تعلمنا الكثير..
انتظروني غداً..