ســـم الله الــرحمن الرحيــم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, أما بعد:
دمعة في رمضان أذرفها على الذين لا يراعون للشهر حرمة ولا يعرفون له مزية ولا فضلاً, فاستقبلوه ـ كغيره من الشهور ـ بالمعاصي والمخالفات, بل ازدادوا فيه بعداً من الله ـ عز وجل ـ وتفننوا في أنواع المآثم والمنكرات, ليحرموا أنفسهم وغيرهم وابل الحسنات, ويعدوا العدة لمحاربة رب الأرض والسماوات.
دمعة في رمضان على الذين يضيعون الصلوات المفروضة فينامون عنها تارة ويؤخرونها تارة ويتركونها تارة.
دمعة في رمضان على الذين يهتكون حرمة الصيام, بفحشهم وسوء أخلاقهم فيسبون هذا ويلعنون هذا ويسرقون هذا ويغتابون هذا ويكذبون على هذا فإذا ما نصحت أحدهم احتج عليك بالصيام!!، وكأن الصيام هو السبب في تلك المساوئ, وقد جهل هؤلاء حِكم الصيام وفوائده وثمراته التيمن أهمها: حصول التقوى كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [ البقرة: 183], وهل التقوى تدعو إلى السب واللعن والظلم والعدوان؟، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» [رواه البخاري], فاعرفوا رحمكم الله حقيقة الصيام.
دمعة في رمضان على النساء اللاتي يخرجن إلى صلاة التروايح متزينات متبخرات متعطرات متبهرجات, لابسات أجمل ثيابهن, والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تفلات» [رواه أبو داود وقال الألباني حسن صحيح]، وقال صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة أصابت بخورا ، فلا تشهد معنا العشاء الآخرة» [رواه مسلم].
دمعة في رمضان على الذين يضيعون شهرهم في مشاهدة القنوات الفضائية وغير الفضائية التي تبث العري والخلاعة والمجون ويزداد سعارها وخلاعتها ومجونها في هذا الشهر الكريم حربًا على الفضيله وانتهاكًا لثوابت الأمة ومقدساتها.