الوطن العربي تحت النار: انفجارات دامية في لبنان والجزائر والعراقاهتز الوضع الأمني في لبنان عشية الذكرى الرابعة لاستشهاد رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري ورفاقه، ووقع انفجاران في بيروت وطرابلس دون وقوع إصابات في الأرواح.
وذكرت الشرطة اللبنانية أن مجهولاً ألقى قنبلة يدوية قرب إحدى المدارس في محلة الكولا في بيروت، اقتصر انفجارها على وقوع أضرار مادية في سيارتين كانتا متوقفتين الى جانب رصيف الشارع، كما القى مجهول آخر قنبلة يدوية قرب مدرسة في محلة التبانة في طرابلس دون إحداث اية اضرار. وطوقت القوى الامنية مكان الانفجارين وبدأت التحقيقات، وسط إجراءات أمنية مشددة ولم تعرف هوية اي من الفاعلين.
وتزامن الحادثان مع إقدام مجهولين على خطف المحاسب في شركة طيران الشرق الاوسط المدعو جوزيف جورج صادر (56 عاماً) قرب مطار رفيق الحريري الدولي واقتادوه الى جهة مجهولة.
ولم تتوفر اية تفاصيل حول الحادث، فيما اقفلت المدارس في منطقة صيدا وجوارها احتجاجاً وأشعلت الإطارات في الطرقات ونظمت تظاهرات للأهالي سارع الجيش الى التدخل وأعاد فتح الطرقات وفرق المتظاهرين.
واستنكر عدد من الوزراء والنواب الحادث وصدرت ردود فعل متفرقة تطالب بالكشف عن مصير صادر وإطلاق سراحه. وحذر المجلس التنفيذي لنقابة مستخدمي وعمال طيران الشرق الأوسط من ''خطوات تصعيدية إذا لم يكشف مصير صادر وتأمين سلامته''.
ووصف المجلس، في بيان أصدره بعد اجتماعه، عملية الاختطاف بـ''الاعتداء الآثم وغير المبرر من أي جهة ضد موظفي شركة طيران الشرق الأوسط''. مؤكداً أن ''الرد سيكون صارخاً بوجه كل من تسول له نفسه الاعتداء على أي فرد من موظفي الشركة التي خدمت، ولا تزال تخدم لبنان بأكمله وفي أحلك الظروف''. ودعا المجلس كل ''المعنيين الى الإسراع في الكشف عن مصير صادر والعمل على إعادته سالماً''. وقرر المجلس إبقاء جلساته مفتوحة لمتابعة الموضوع.
7 قتلى بانفجارين في الجزائر
قتل سبعة أشخاص بينهم دركيان وعنصر إطفاء أمس الأول في انفجار قنبلتين في اقصى شرق الجزائر قرب تبسة. ونقلت وكالة الانباء الجزائرية عن مصدر أمن قوله ان القنبلة الاولى قتلت أربعة أفراد من أسرة واحدة بينهم امرأتان ورضيع كانوا يستقلون حافلة صغيرة.
ووقع الانفجار الثاني بعد وصول الأجهزة الأمنية وفرق الاغاثة مما أدى الى مقتل دركيين وعنصر من الدفاع المدني. وقالت الوكالة ان مسؤولا محليا أصيب اصابة شديدة. ووقع الهجوم في منطقة تقع الى الجنوب من تبسة قرب الحدود الجزائرية مع تونس. وزعم تنظيم ''القاعدة'' مسؤوليته عن عدد من التفجيرات التي وقعت في الجزائر خلال السنوات القليلة الماضية.
ويعتبر هجوم تبسة الاكثر دموية خلال ستة أشهر وجاء بعد فترة هدوء نسبي ووقع في منطقة تعرف بأنها منطقة تهريب عبر الحدود شهدت في الماضي نشاطا للمتمردين. وكانت معظم الهجمات في السنوات القليلة الماضية تقع في منطقة القبائل الجبلية الواقعة شرقي العاصمة الجزائرية.
35 قتيلاً و84 جريحـاً بتفجير نفذته انتحارية في العراق
أكدت الشرطة العراقية إن مفجرة انتحارية ترتدي حزاما ناسفا، قتلت 35 شخصا وأصابت 84 آخرين أمس على طريق رئيسي تستخدمه حشود من الزوار الشيعة ناحية الاسكندرية جنوب بغداد فيما اعتقلت الأجهزة الأمنية ما يسمى بـ '' وزير الرعاية الاجتماعية'' لـ'' دولة العراق الإسلامية'' الإرهابية وقيادي آخر في ''القاعدة''. ووقع الهجوم الذي نفذته امرأة انتحارية في الاسكندرية التي تبعد 40 كيلومتراً الى الجنوب من بغداد ويجيء بعد يوم واحد من مقتل 10 أشخاص في انفجار قنبلة قرب ضريح الامام الحسين بمدينة كربلاء.
ووقع الهجومان على الرغم من إجراءات الأمن المشددة المفروضة على الطريق الذي يسلكه الزوار الشيعة لاحياء ذكرى أربعينية الحسين في كربلاء. وقال مسؤول بالمدينة انه تم تعزيز جنود الشرطة والجيش الذين يحرسون كربلاء بإضافة 5 آلاف جندي إلى 30 ألفاً. وجاء في بيان على موقع المرجع صادق الحسيني الشيرازي وهو من كبار رجال الدين الشيعة ان هذه الأعمال ''الجبانة'' لن تقوض تصميم وصبر الحجاج وانه يدعو الشعب العراقي وخاصة قوات الأمن إلى توخي المزيد من الحذر.
ويوجد كثير من النساء والأطفال بين القتلى والجرحى في الهجوم الانتحاري الذي وقع أمس. ووضعت خدمات الطوارئ في حالة تأهب وطلب من العراقيين التبرع بالدم في حالة وقوع هجمات. ولجأ المتطرفون بشكل متزايد إلى استخدام المفجرات الانتحاريات لأن فرصتهن أكبر في عدم تفتيشهن على أيدي رجال الأمن ولأن العباءات التي يرتدينها يمكن ان تخفي السترات الناسفة.
وكان مصدر في وزارة الداخلية ذكر ان ''32 شخصا قتلوا وأصيب حوالى 65 آخرين معظمهم من النساء، بهجوم انتحاري بحزام ناسف نفذته امرأة'' واستهدف زوارا شيعة كانوا يتوجهون إلى كربلاء لاحياء اربعينية الحسين. وأكد النقيب محمد العوادي من شرطة بابل ان ''انتحارية ترتدي حزاما ناسف فجرت نفسها عند منتصف النهار وسط موكب للنساء''. وبدوره، أكد مصدر في الشرطة العراقية ان ''الانفجار وقع عند خيمة تجمع حولها زوار معظمهم من النساء''.
وذكر مراسل وكالة فرانس برس ان العشرات من سيارات الاسعاف واصلت نقل ضحايا الانفجار إلى مستشفى الحلة جنوب بغداد حيث اتخذت قوات الأمن العراقية إجراءات أمنية مشددة. وقال طبيب في مستشفى الحلة ان ''المستشفى تلقى أكثر من 25 جريحا حتى وقته، معظمهم نساء وأطفال'' مؤكدا ان ''أغلبهم أصيبوا بجروح بالغة في الرأس والبطن''. وذكر مصدر في شرطة بابل ان الانتحارية فجرت نفسها وسط جموع من الزوار داخل خيمة لتقديم الطعام والشراب للزوار القادمين من المحافظات الشمالية باتجاه كربلاء في قرية بمنطقة البو جاسم في المسيب.
وفي السياق، اقتحم مسلحون مجهولون فجر أمس منزل العميد ثامر يوسف الذي يعمل في اشغال وزارة الدفاع بحي الأطباء بمنطقة الجهاد جنوب غرب بغداد، وقتلوه هو وابنه ولاذوا بالفرار. وفي الموصل اعتقلت الأجهزة الأمنية في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية ''وزير الرعاية الاجتماعية'' في ما يسمى بـ''دولة العراق الإسلامية'' الإرهابية. وأوضح مصدر أمني ان عملية الاعتقال تمت في حي الإصلاح الزراعي غربي الموصل.
كما القت شرطة الاسكندرية القبض على المدعو عمر الجبوري أحد''امراء تنظيم القاعدة'' في منطقة شاخة 3 بناحية الاسكندرية شمال الحلة وذلك وفق أوامر صادرة من قاضي التحقيق بتهمة قيادة تنظيمات ''القاعدة'' في مناطق شمال بابل حيث تم العثور على وثائق وتسجيلات تثبت توليه هذه المهمة في قيادته لعدد من المجموعات المسلحة التي قامت بأعمال إرهابية في المنطقة ضد الأجهزة الأمنية.
وبالتوازي، أفاد بيان عسكري عراقي أمس بأن القوات العراقية تمكنت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية من اعتقال 14 شخصاً وإبطال مفعول 11 عبوة ناسفة في إطار عمليات فرض القانون لمطاردة الجماعات المسلحة في بغداد وضواحيها.