كان القلق في الماضي دائما ماينبعث من ظواهر سلبية في المجتمع تحدث بفعل الإنسان سواء أخذت شكلا متمثلا في الجريمة أو تعاطي المخدرات أو غيرها ولكن الان أصبحت الأمور اكثر تعقيدا خاصة وأنها تأتي من خلال منافذ تكنولوجية حديثة سهلت تقارب البشر وألغت حدود الخرائط الجغرافية بينهم
دائما مايحمل أي إختراع أوإكتشاف سلبيات وإيجابيات في شتي المجالات. وشبكة الأنترنت واحدة من الإختراعات الحديثة التي سيطرت علي حياتنا في الأونة الأخيرة وأصبحت تحتل إهتمام الكثير من المثقفين. وأصبح الأنترنت يمثل ظاهرة ثقافية في المجتمع وإن كان يختلف طبيعة الإستخدام من شعب الي أخر حسب ثقافة هذه الشعوب ورؤيتها في التعامل مع هذه الإختراعات الحديثة. وإذا كنا لانود الحديث عن مميزات الأنترنت ومايفعله الان في حياتنا من توفيرالكثير من الوقت والزمن وإمكانية الحصول علي أكبر حجم من المعلومات المتباينة، إلا أنني أود التطرق عن السلبيات التي تسببها شبكة الأنرنت والأضرار التي تعود علي المجتمع.
فطبقا لدراسة بريطانية تناولت إستهانة الاباء تجاه إستخدام أبنائهم للأنترنت
وماأكدته الدراسة أن حوالي 75 % من المراهقين والأطفال يستخدمون الأنترنت في منازلهم وأن
% منهم قد طالعوا مواقع إباحية ، يؤكد حقيقة مخاطر إستخدام الأنترنت دون رقابة أسرية وتوعية من جانب الاباء لدي الأبناء وترشيدهم بكيفية التعامل بشكل صحيح. وإذا كانت هذه مخاوف المتخصصين في بريطانيا وتحذيراتهم للاباء بكيفية ترشيد أولادهم وتعليمهم القواعد الصحيحة في التعامل مع الأنترنت،
فما بالنا إذا تكلمنا عن أخطاء تعامل المجتمعات الشرقية مع الأنترنت التي غالبا ماتنصب في غرف الدردشة والمواقع الإباحية والألعاب وغيرها ولا يتبقي سوي قلة بسيطة تتعامل مع الأنترنت علي أنه شئ مفيد يغير من مجريات أحداث حياتنا اليومية.
فإذا مانظرنا الي مايحدث في مصر علي سبيل المثال نجد إنتشار مقاهي الإنترنت وقد إملئت عن أخرها بالأطفال والمراهقين والشباب وكل مستخدم فيهم يبحث فقط عن وسيلة للترفيه وقضاء وقت فقط ، وللأسف الشديد يسمح الاباء لأبنائهم بالذهاب الي هذه المقاهي علي أنه مفيد للطفل أو الشاب ويساعد علي إتساع مداركه العقلية وتحصيلة لنصيب كبير من المعرفة والمعلومات في شتي المجالات، وهذا صحيح فعلا ولكن هل فعلا تذهب أطفالهم وشبابهم للتثقيف كمايخبروهم بذلك ؟! أعتقد أن الصورة غير حقيقية بنسبة كبيرة والدليل علي ذلك أنك لوذهبت وتطلعت بنظرك داخل هذه الغرف ستكتشف كارثة حقيقية موجودة ، فمثلاجرائم الأنترنت التي نقرأهاعبر نوافد الصحف والمجلات تؤكد غياب حقيقي لدور الاباء في توعية أبنائهم تجاه الطريق الصحيح المطلوب.وإذا كنا نعلل علي دور الاباء في ترشيد أبنائهم بالشكل الصحيح فلابد أن نشير الي مؤسسات أخري لها دور مؤثر في ترسيخ المفهوم الإيجابي عن إستخد\م الأنترنت كالجامعات والمدارس ودور العبادة ورجال الدين، كل هؤلاء يستوجب عليهم تبصير المجتمع بسلبيات وإيجابيات شبكة الأنترنت.
:arrow: