فضل سورة الإخلاص
عن أبي سعيد الخدري أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ {قل هو الله أحد} يرددها فلما أصبح جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له، وكأن الرجل يتقالها فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - « والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن ».
تخريج الحديث: صحيح
رواه البخاري وأبو داود والنسائي وأحمد وابن حبان ومالك في الموطأ عن الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
شرح المفردات:
يتقالها: أي يعتقد أنها قليلة، والمراد استقلال قراءته لا التنقيص.
شرح الحديث:
قوله: (أن رجلاً سمع رجلا يقرأ) القارئ هو قتادة بن النعمان، والذي سمعه أبو سعيد راوي الحديث لأنه أخوه لأمه وكانا متجاورين وبذلك جزم ابن عبد البر.
قوله: (ثلث القرآن)
1- أنه من المتشابه وعليه أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه، وقد قال ابن عبد البر: من لم يتأول هذا الحديث أخلص ممن أجاب فيه بالرأي.
2- حمله بعض العلماء على ظاهره:
أ- فقال بعضهم: هي ثلث باعتبار معاني القرآن، لأنه أحكام وأخبار وتوحيد وقد اشتملت هي على القسم الثالث فكانت ثلثاً بهذا الاعتبار.
ب- ومنهم من حمل المثلية على تحصيل الثواب فقال: معنى كونها ثلث القرآن أن ثواب قراءتها يحصل للقارئ مثل ثواب من قرأ ثلث القرآن.
ج- وقيل: المراد من عمل بما تضمنته من الإخلاص والتوحيد كان كمن قرأ ثلث القرآن.
د- قال أبو الحسن بن القابسي: لعل الرجل الذي بات يردد {قل هو الله أحد} كانت منتهى حفظه، فجاء يقلل عمله، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- : إنها لتعدل ثلث القرآن ترغيبا له في عمل الخير وإن قل.
قال ابن حجر: من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن، وإذا حمل ذلك على ظاهره فهل ذلك لثلث من القرآن معين أو لأي ثلث فرض منه ؟ فيه نظر، ويلزم على الثاني أن من قرأها ثلاثاً كان كمن قرأ ختمة كاملة.
- وقال ابن راهويه: ليس معناه أن لو قرأ القرآن كله كانت قراءة {قل هو الله أحد} تعدل ذلك إذا قرأها ثلاث مرات لا ولو قرأها أكثر من مائتي مرة.
فتح الباري لابن حجر- شرح البخاري لابن بطال- حاشية السيوطي على النسائي