أخواتي المسلمات ها نحن ذا نقف مستعدين لاستقبال شهر من خير أيام الله عز وجل منّ الله سبحانه به علينا ، موسم الخير والطاعات والعبادات والأجر والوفير ، شهر تُضاعف فيه المثوبة عند الله عز وجل .. جعل الله عز وجل العبادة فيه من خاصته فقال سبحانه في الحديث القدسي : ""كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" فهو سبحانه اختص الصيام لنفسه من بين أعمال العبد كلها،وانطلاقاً من هنا وحرصاً على أوقاتنا في هذا الشهر الفضيل وحتى لا نُغبن فيها ولا نخسرها فعليك أختي الغالية بتنظيم وقتك فلا ننام حتى تصبح الشمس في رابعة السماء ولا نسهر حتى وقت متأخر من الليل ولا نمضي نهارنا في الأسواق في شراء لوازم الطعام وفي المطبخ في اعداد هذا الطعام ومسائنا في تحضير الحلويات وتلبيات طلبات العائلة .. فما هذا إلا مضيعة للوقت وهدراً له و لقد حرصتُ أشدّ الحرص على توجيه النصح لكِ لأنّني أعلم أخيتي أنّ الغنيمة الكبرى في رمضان ،قلمّا تغتنمها النساء فتضيع الأوقات سداً بلا نفعٍ ولا استغلال يمضي الشهر على الواحدة منّا ولم تختم القرآن حتى مرة وإن ختمته فبدون تأمل أو تفكر، تقرأه قراءة المشغول بطبخٍ على النار ،ولهذا أخيّتي هذه نصيحة محبّ أراد لك الخير، فيها بعض الأفكار لاستغلال رمضان وعدم تضييعه.
نصيحتي لصاحبة المطبخ:
1- يجب عليك التقليل من الانشغال بالطبخ وإعداد أصناف الأطعمة فرمضان ليس شهر أكل وشرب وانغماس في أصناف الطعام وإنما هو شهر عبادة. فعليك بإعداد الطعام المناسب لأسرتك دون تكلف ودون إسراف حتى لا يشغلك عن ما هو أهم من الطعام وهو التفرغ للعبادة واغتنام فرصة موسم الطاعة وتكثير الحسنات.
2- عليك شراء بعض الأشرطة الدينية التي تخص شهر رمضان، وتشغيلها وقت عملك بالمطبخ.
3- أكثري الذكر والتسبيح والاستغفار أثناء طبخك ،وليكن لسانكِ رطباً من ذكر الله عز وجل.
4- من الأمور التي تغفل عنها كثير من النساء هو أجر تفطير الصائمين ففيه عظيم الأجر قال ) من فطر صائماً كان له مثل الأجر غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء( فلماذا لا نستحضر هذه النية عند طهو الطعام ولماذا لا نتذكر جياع المسلمين وفقرائهم ولو بشق تمرة وشربة ماء و الحمد لله ها نحن نجد موائد الرحمن تملأ المدينة فلماذا لا نساهم في هذا الأجر العظيم؟!
لا تنسي كتاب الله:
يقول تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) فما أجمل أن نعيش في هذه الأيام مع دستور الأمة ومنهجها ما بين تلاوة وحفظ واستماع وحبّذا لو قرأنا في بعض التفاسير الميسرة ليزداد القلب خشوعاً عند فهم معاني القرآن والعمل بها.
حبّذا لو تكون جلساتنا النسائية إعانةً على طاعة الله :
من العادات الجميلة لدينا اجتماع النساء بعد التراويح لتبادل المودة والمحبة وحبّذا لو استغللتِ هذه الجلسات في تبادل النصائح والمواعظ ومراجعة كتاب الله ودراسة في السنة وقصص الأنبياء بدلاً من إضاعة هذه الأوقات في اللغو والغيبة وفحش القول فمادامت كذلك فإنّه لا جدوى من حضورها.
الخير الذي نغفل عنه:
يطلُّ علينا رمضان بخير كثير نغفل عنه وعن إدراك عظمته فقد كان الرسول –صلى الله عليه وسلم- يبشر أصحابه بمقدم هذا الشهر الكريم ويقول لهم
أيّها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر شهرٌ جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعاً من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدّى سبعين فريضةً فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزداد رزق المؤمن فيه من فطّر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النّار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء قالوا يا رسول الله ليس كلنا يجد ما فطّر الصائم فقال :يعطي الله هذا الثواب من فطّر صائماً على تمرة أو على شربة ماء أو مذقة لبن ....) ولا تغفلي عن غير ذلك من قيام الليل وصدقة خفية يقول الرسول "يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن، فإنكن أكثر جهنم يوم القيامة" ولا تغفلي عن قراءة نافعة ومشاهدة برامج الدعاة المسلمين وإيّاك ثمّ إياك أخيتي وهذه نصيحة محبّ أن تشغلي ليلكِ ونهارك بمتابعة المسلسلات الفاسدة ،عديمة القيم والأخلاق بدلاً من تهجدٍ في الثلث الأخير من الليل حين ينزل الله تعالى رب السموات والأرض إلى السماء الدنيا فيقول : ( هل من سائلٍ فأعطيه ؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له؟) و أخيراً أختي كانت هذه جملةً من الهدايا التي وددتكِ بها وكل عام وأنت بخير.