حلقة (2) : الرسول و الأعرابي
جاء أعرابي إلى الرسول - صلى الله عليه و سلم – يطلب شيئاً فأعطاه الرسول ثم قال له: "هل أحسنت إليك؟" فقال الأعرابي : لا ولا أجملت فغضب المسلمون و قاموا إليه فأشار إليهم الرسول أن كفوا ثم قام و دخل منزله و أرسل إلى الأعرابي و زاده شيئاً ثم قال له: "أحسنت إليك؟" قال : نعم فجزاك الله من أهل و عشيرة خيراً فقال النبي- صلى الله عليه و سلم – : "إنّك قلت ما قلتن و في نفس أصحابي شيء من ذلك فإن أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب من صدورهم ما فيها عليك فقال الأعرابي: نعم
فلما كان الغداة أو العشي جاء فقال النبي: إنّ هذا الأعرابي قال ما قال فزدناه فزعم أنه رضي أكذلك؟
قال الأعرابي: نعم جزاك الله من أهل و عشيرة خيراً .
فقال الرسول - صلى الله عليه و سلم – : " إنّ مثلي و مثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة فشردت عليه فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفوراً فناداهم صاحب الناقة: خلوا بيني و بين ناقتي فإني أرفق بها و أعلم فتوجه لها بين يديها فأخذ لها من قمام الأرض فردها هونا هوناً حتى جاءت و استناخت و شدّ عليها رحلها و استوى عليها.
انظري أختي إلى حلم النبي كيف أعطى من جحد عطاءه حتى سمع رضاه و دعاءه و لقد حرص كذلك على أن يمحو من نفوس أصحابه غضبتهم على هذا الأعرابي حتى لا يناله عقوبة من أحدهم.
حلقة (3) : رحمته بالأطفال
عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال : قبلّ رسول الله - صلى الله عليه و سلم – الحسن بن علي فقال الأقرع بن الحابس: إنّ لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا فقال النبي - صلى الله عليه و سلم – : "من لا يرحم لا يُرحم" .
حلقة (4) : خبز فاطمة
عن أنس بن مالك: أنّ فاطمة –رضي الله عنها- جاءت بكسرة خبز إلى النبي –صلى الله عليه و سلم- فقال "ما هذه الكسرة يا فاطمة" قالت: قرص خبزته فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذا الكسرة فقال: "أما إنّه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام"
حلقة (5) : صلاته على كبير المنافقين
عاهد عبد الله بن أُبي بن سلول كبير المنافقين الرسول –صلى الله عليه و سلم- و غدر ثم عاهد و غدر و عاش يكيد للنبي و ينصر أعداءه و أبى النبي أن يقتله و آثر الرفق و لم مات أعطى –صلى الله عليه و سلم- قميصه لابنه ليكفن فيه أباه ثم صلى عليه و ذكر قول الله تعالى (استغفر لهم أو لاتستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم)
فقال: ( لو أعلم أني إن زدت على السبعين غُفر له زدت)
حلقة (6) : هذه بتلك
عن عائشة قالت : خرجت مع النبي –صلى الله عليه و سلم- في بعض أسفاره و أنا جارية لم أحمل اللحم و لم أبدن فقال للناس : تقدموا ثم قال لي:" تعالي حتى أسابقك" فسابقته فسبقته فسكت عني حتى إذا حملت اللحم و بدنت نسيت خرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس: تقدموا ثم قال لي : " تعالي حتى أسابقك" فسابقته فسبقني فجعل يضحك و يقول "هذه بتلك" .