حلقة: 5 الموضوع: مبطلات الصوم
حسن: صباح الخير يا جدي. الجد: صباح النور. كيف كان نومك يا حسن؟ حسن : لم أنم الليل بطوله .الجد: خيراً إن شاء الله! حسن: لقد راودني سؤال و لم يخفى عني حتى الآن. الجد: وما هو يا بني؟ حسن: هل بإمكان الفرد أن يفطر في رمضان؟ الجد: يمكنه ذلك إذا توفر عذر. حسن: وما هو؟ الجد: إذا كان مريضاً أو المرأة الحامل أو المرضعة و المسافر و الأفضل له الصوم ..إلخ حسن: ومن أيضاً؟ الجد: كذلك الكبار في السن الذين يتعبهم الصيام أو يأخذون دواء لا يمكن تأجيل موعده. حسن: وهل يعفو عنهم الله أم ماذا؟ الجد: على المريض و المسافر و الحامل ونحوهم القضاء، أما الذين لا يقدرون على الصيام فيدفعون فدية عن كل يوم، وهي إطعام مسكين مداً بمد النبي (صلى) ،وكذلك المرضعة عليها القضاء ودفع الفدية،كما قد يشرب الصائم أو يأكل سهواً، و لا حرج في ذلك بل عليه أن يكمل صومه . حسن: و الذي أفطر بدون أي سبب؟ الجد: هذا حرام يا بني و من فعل ذلك أو تعمد القيء فعليه الكفارة، و هي صيام شهرين متتاليين أو إطعام ستين مسكينا كفانا الله ذلك .حسن: شكرا لك يا جدي. ولكن ألم تنس ذكر السن المبكر في الأعذار!! الجد: ههه حسن: ولماذا تضحك؟! الجد: لأن الأطفال ليس عليهم الصيام، و الأعذار للذين فرض عليهم الصيام فقط!!
حلقة: 6 الموضوع: صلاة التراويح
حسن: جدي لماذا ترتدي حذاءك؟! تعال لنتسلى إلى أين أنت ذاهب؟! الجد: أنا ذاهب لأصلي التراويح يا بني. حسن: وما هو التراويح؟! الجد: إنها من السنن التي تؤدى في رمضان يا بني. حسن: وكم عدد ركعاتها؟ الجد: كان النبي (صلى) يصلي ثمان أو عشر ركعات وبعدها الشفع والوتر وكل حسب رغبته و هي تؤدى بعد صلاة العشاء. حسن: وهل تصلى مع الجماعة؟ الجد: لقد كان النبي (صلى) يصليها لوحده ولم يجمع الناس عليها إلا في عهد عمر بن الخطاب، و من المستحب أداؤها في جماعة اقتداءً به و من المستحب أيضا ختم القرآن فيها. حسن: وهل بإمكان النساء أداؤها ؟الجد: طبعاً يا بني والتطويل والتقصير في القراءة يرجع إلى حال الناس. حسن: شكراً لك يا جدي. وما رأيك أن أذهب معك للصلاة؟ الجد: ولكن أعتقد أنك ستمل أو تتعب لذا بإمكانك الصلاة هنا مع أمك وأخواتك. حسن: أليس من الممكن ترك الصلاة مع الجماعة في المسجد عند الرغبة في ذلك؟ الجد: أجل بما أنها تؤدى ركعتان ، ركعتان فبالإمكان تركهم، ولكن بعد التسليم. حسن: إذاً دعني أذهب معك. الجد: ولكني أريد أن أصليها كاملة. هل فهمت الآن يا بني؟! حسن: آه لقد فهمت!! إذاً تقبل الله مقدماً يا جدي!
حلقة: 7 الموضوع: الصيام
حسن: كيف حالك اليوم يا جدي؟ الجد: بخير يا بني. حسن: لا بد أنني أملك من كثرة أسئلتي، ولكن هل لي بسؤال يا جدي؟ الجد: لا يا بني بالعكس بل تسعدني. ما هو سؤالك؟ حسن: هل من الممكن الصيام في غير رمضان؟ الجد: طبعاً يا بني. حسن: ومتى يكون ذلك؟ الجد: هناك الصيام التطوعي في أي يوم يريد المرء و إذا أفطر فيه ليس عليه القضاء، وهناك الصيام المندوب أو المستحب مثل صيام يومي الاثنين و الخميس. حسن: ولماذا هذان اليومان بالذات؟! الجد: لأن الرسول (صلى) قد أخبرنا أن أعمال المرء تصعد إلى السماء في يومي الاثنين و الخميس، فإذا كان صائما يغفر له الله ذنوبه، كما من المستحب صيام يوم عرفة لغير الحاج، و رجب وشعبان.....إلخ حسن: وما هي الست من شوال؟ الجد لقد ذكرتني يا بني!! إنها ستة أيام يصومها الفرد من شوال بعد العيد، وبعد أن يقضي دينه إن كان عليه دين ،و هي سنة عن الرسول (صلى) يقول (صلى)حاثاً على صيامها : (من صام رمضان ثم اتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر) ويجوز صيامها متصلة و متفرقة. حسن: شكراً لك يا جدي. ولكن هل تصوم الست من شوال ؟الجد: نعم يا بني فالاقتداء بالنبي(صلى) واجب علينا. حسن: أنت عظيم يا جدي عندما أكبر أود أن أكون مثلك تماماً!!
حلقة: 8 الموضوع: الصدقة
حسن: إلى أين نحن ذاهبون في هذا الوقت يا جدي؟ لقد اقترب المغرب .الجد: سترى يا بني. أما الآن فاذهب إلى أمك وقل لها أن تضع من كل ما في فطورنا من طعام في أوعية كبيرة و هاتها . حسن: وماذا سنفعل بها يا جدي؟! الجد: ستعلم فيما بعد (بعد نصف ساعة) حسن: لقد أصبح الطعام جاهزاً يا جدي. الجد: هيا بنا إذاً (في الطريق) حسن: إلى أين نحن ذاهبون يا جدي؟! الجد: ستعرف الآن. اطرق هذا الباب. حسن: وبيت من هو؟! الجد: اطرقه فقط. حسن: ها قد طرقته (وفتح الباب وخرجت منه امرأة مسنة حولها أطفال يبدو عليهم البؤس ) الجد: كيف حالكم؟ المرأة: بخير و الحمد لله. الجد: هذا من فضل الله إفطارٌ و بعض المال لحاجيات البيت. المرأة: جزاك الله خيراً وعوضك عنه الخير كله. (وفي طريق العودة) حسن: لماذا فعلت ذلك يا جدي؟! الجد: إن الصدقة و إفطار الصائم واجب علينا ويتضاعف أجرها في هذا الشهر الفضيل يا بني . حسن: وهل من الممكن إفطار غير الفقراء؟ الجد: نعم فإعداد أمك للطعام وإفطارها إيانا يكتب لها أجراً. لذا من الواجب علينا الإكثار من الصدقات ففيها عتق من النيران ودفع للبلاء ،يقول (صلى): (أفضل الصدقة صدقة في رمضان) و قال أيضاً : (من فطر صائماً فله أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء) الجد: هل عندك مال؟ حسن: أجل لدي ديناران. و لكن لماذا؟! الجد: هل تحب أن تتصدق بها؟ حسن: طبعاً!! الجد: إذاً هيا بنا إلى بيت الله بارك الله فيك يا بني !
حلقة: 9 الموضوع: فضل قراءة القرآن
حسن في ذهنه: سأجلس بجوار جدي إلى أن ينتهي من قراءة القرآن. الجد: (صدق الله العظيم) كيف حالك يا بني؟ حسن: بخير يا جدي. أراك تكثر من تلاوة كتاب الله في هذا الشهر الفضيل!! الجد: نعم يا بني فتلاوة القرآن في هذا الشهر لها فضائل جمة، ومن المفترض ختم القرآن مرة أو مرتين على الأقل في هذا الشهر. حسن: و هل حفظ القرآن و تعليمه له أجر أيضاً؟ الجد: طبعاً يا بني فمن علم حرفاً من القرآن كتب له أجره كلما تلي كذلك فإن الحرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها في رمضان .حسن: وهل نقرأ القرآن بلا فهم؟ يعني من غير أن نعرف ماذا تعني كل آية ؟لأن الكثير من الآيات يصعب علي فهمها فتشرحها لي أمي. الجد: بارك الله فيك يا ولدي. ففهم وتدبر معاني القرآن وقراءة كتب التفسير يفيدنا كثيراً، فما النفع إن كنا نقرأ ولا نعي، فالهدف من قراءة القرآن هو الاستقاء من فضائله الجمة، و الاستفادة مما فيه من نهي و أمر. حسن: وكيف يمكن للشخص أن يفهم معاني القرآن؟ الجد: بإمكانك أن تسألنا نحن، و أيضاً بإمكان الفرد قراءة كتب التفسير لابن كثير و غيره، ففي فهم معاني القرآن نوع من التأمل و التفكر في نعمة الله وملكوته ،ويجعل صلتنا بالله أقوى، فالإخلاص في العبادات شيء مهم ،ولكن حتى إن قرأنا القرآن بغير فهم فنثاب على القراءة التعبدية . حسن: إذاً ما رأيك أن أسمع لك ما حفظت من كتاب الله يا جدي.الجد: بارك الله فيك! وها أنا أستمع لك .
حلقة: 10 الموضوع: العمرة في رمضان
الجد: افتح التلفاز يا بني. حسن: حاضر يا جدي ها أنا ذا أفتحه. ما شاء الله! هذا الحرم إنه مليء بالناس! ولكن لماذا يا جدي؟! الجد: إنهم المعتمرون يا بني. حسن: ولكن لماذا هم كثر هكذا؟! الجد: للعمرة في رمضان فضل كبير يا ولدي يقول الرسول (صلى): (عمرة في رمضان تعدل حجة معي) و يقول (صلى): (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما) لذا من المستحب أداء العمرة في هذا الشهر الفضيل، فلها ثواب عظيم . حسن: ليتني أستطيع الاعتمار!! الجد: إن شاء الله يبلغنا الله الذهاب للاعتمار والحج أيضاً يا بني، أترى كرم الله على عباده ورحمته بهم في هذا الشهر الكريم؟! حسن: نعم يا جدي فعلاً إن الذكي فقط هو من يغتنم هذه الفرصة الرائعة!الجد: معك حق يا بني ففي هذا الشهر توصد أبواب الشياطين، و تغلق أبواب النار، وتفتح أبواب الجنة، فالذكي فعلاً هو الذي يسعى بقلبه و عمله وجهده و ماله ؛للتحصل على كل حسنة فيه فهو شهر أوله رحمة، و أوسطه غفران، و آخره عتق من النيران.
حلقة: 11 الموضوع: المضمضة و الاستنشاق
حسن: لماذا لا تمضمض و تستنشق كثيراً كعادتك يا جدي؟! الجد: مخافة أن أفطر يا بني .حسن: وهل المضمضة و الاستنشاق تفطر؟! الجد: نهانا الرسول (صلى) عن المبالغة في ذلك حتى لا يتسرب الماء إلى أجوافنا، ويؤدي ذلك إلى الإفطار. حسن: وهل أتى حديث يؤكد ذلك؟ الجد: نعم يا بني. يقول الرسول (صلى) : (بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً) حسن: شكراً لك يا جدي. كل يوم أتعلم منك المزيد عن هذا الشهر الرائع! الجد: لا شكر على واجب يا بني و أجري على الله .
حلقة: 12 الموضوع: الشجار في رمضان
الجد: ما بك يا حسن يبدو عليك الحزن؟! حسن: نعم يا جدي الهم والتفكير يكاد يقتلني .الجد: خيراً يا بني. لماذا أنت حزين هكذا؟! ما سبب حزنك؟! حسن: أنا حزين ؛لأن بعض أصدقائي يدعون الصيام. الجد: هل رأيتهم يأكلون خفية أم ماذا؟ حسن: كلا يا جدي. الجد: لماذا إذاً تتهمهم بهذا؟! حسن: ألم تقل أن الصيام ليس صياماً عن الطعام و الشراب فقط بل صيامٌ عن المعاصي و الشتم والشجار ونحو ذلك؟ الجد: معك حق يا بني، يقول الرسول (صلى) : ( الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث و لا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل أني صائم) و قال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) : (ليس الصيام من الشراب و الطعام وحده ولكن من الكذب و الباطل و اللغو..) فالهدف من الصيام يا بني هو ضبط النفس، وطهارتها وبعدها عن المعاصي و الآثام .حسن: ولكني حزين ؛لأن أصدقائي لا يفهمون ذلك ،وحزين أيضاً لأنهم متشاجرون. الجد: لا تحزن يا ولدي. فالحزن لا ينفع ،بإمكانك أن تنصحهم بما علمتك ،وأن تحاول مساواة الخلاف بينهم، فأنت طفل واعيٍ بدينك ،و أنا متأكد من أن قلوبهم ستلين لذلك. حسن: شكراً لك يا جدي و سأحاول ذلك.
حلقة: 13 الموضوع: تبسمك في وجه أخيك صدقة
الجد: ما بك يا حسن عبوس هكذا؟! حسن: ليس لسبب يا جدي، الحمد لله أنا بخير. الجد: فلا تعبس وجهك هكذا يا بني ،حتى وإن كان هناك سبب. يقول الرسول (صلى) : (تبسمك في وجه أخيك صدقة) حسن: ولكن ما معنى ذلك ؟هل الابتسام يحسب صدقة؟! الجد: نعم أي أن ابتسامتنا في وجوه إخواننا صدقة، يعطينا الله ثوابها. حسن: شكراً يا جدي، وأعدك بألا أعبس أبداً ،و أن تكون البسمة مرسومة على شفاهي دائماً. الجد: بارك الله فيك يا بني، و تذكر أيضاً أن الأخصائيين النفسيين ينصحون دائماً بالابتسام و الضحك ،و سماع الطرائف المضحكة؛ لما تبعثه في النفس من راحة و طمأنينة، و تبعد الاكتئاب و القلق ،وغيرها من الأمراض، و لكن إياك و الضحك سخريةً من الغير؛ بسبب عاهة أو فقر أو نقص .حسن: اطمئن يا جدي سأعمل بنصحك دائماً!
حلقة: 14 الموضوع: تحية الإسلام
حسن: مساء الخير يا جدي. الجد: وعليكم السلام و رحمة الله وبركاته! حسن: لكن كان من المفترض أن تقول مساء النور يا جدي! الجد: كلا يا بني. هذا ليس من ديننا الحنيف، تحيتنا معروفة و خير من أي تحية إنها( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته )فهي التحية التي كان الرسول (صلى) يتبادلها مع آل بيته، و صحابته ومع الناس جميعاً ،وهي التحية التي خص بها الإسلام، لذا واجبٌ علينا نحن المسلمون أن نتبادل هذه التحية؛ لنري الغير أن لنا عاداتنا ،و قيمنا، و ديننا الذي لا مثيل له. يقول النبي (صلى) : (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ،ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) فإفشاء السلام يولد المحبة و الألفة في قلوب الناس، و يحفظ العلاقات الطيبة بينهم .هل فهمت الآن يا بني؟ حسن: نعم يا جدي، و أعدك بألا أحيي أحد إلا بتحية ديننا الحنيف تحية الإسلام ،و الآن سأحييك من جديد: السلام عليكم ورحمة الله. الجد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حلقة: 15 الموضوع: آية الكرسي
حسن لجده بعد الانتهاء من الصلاة: تقبل الله يا جدي. الجد: منا ومنكم العمل الصالح يا بني. حسن: أراك دائماً تقرأ آيات من القرآن بعد الصلاة فلماذا ذلك يا جدي؟! الجد: تقصد آية الكرسي يا بني، إنها آية من سورة البقرة، وذكرها بعد كل صلاة سبب لدخول الجنة، و فضائلها كثيرة يكفينا قول النبي (صلى) : (سورة البقرة فيها آية سيدة آي القرآن، لا تقرأ في بيت و فيه شيطان إلا خرج منه: آية الكرسي ) لذلك أنا أقرؤها دائماً، بعد الصلاة وفي الصباح، و المساء، و في كل وقت. حسن: جدي هل لي بطلب؟ الجد: تفضل يا بني. حسن: أريد منك أن تحفظني آية الكرسي؛ لتلزم لساني دائماً. الجد: بارك الله فيك يا بني. و ردد معي لتحفظ: بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
﴿ اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يؤده حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾