حسن: كيف حالك اليوم يا جدي؟ الجد: بخير والحمد لله يا بني. حسن: جدي عندي سؤال أريدك أن تجيبني عليه. الجد: وما هو يا بني؟! حسن: هل حرام أن أقول لك أن زميلي ليس جيداً في الدراسة و مستواه ضعيف؟ الجد: وهل لي أنا بسؤال؟ حسن: طبعاً! ولكن ما هو؟! يعني هل تجيبني على السؤال بسؤال؟! الجد: جاوبني فقط. ما هدفك من ذكر ذلك لي؟ يعني هل أنت منزعج لذلك وتريده أن يكون ممتازاً، أم تذكر لي ذلك بدون سبب؟ حسن: كلا لم يكن هذا هدفي بل ذكرته بدون أي سبب. الجد: إذاً اغتبته! حسن: وهل اغتبته هذه يعني حرام؟! الجد: اغتبته يعني ذكرته بما لا يحب في غيبته، وهذا حرام وله حساب عسير، كما أنه من الأسباب القوية لدخول النار، أتعلم يا بني بما وصف الله الذين يغتابون إخوانهم؟ حسن: كلا يا جدي. الجد: يقول (تعالى) في سورة الحجرات: (ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم) فهل يرضيك ذلك يا بني؟! حسن: ماذا؟! كلا استغفر الله! أعوذ بالله!! الجد: إن الغيبة يا بني من أحقر الصفات التي يتصف بها الكثير من الناس، فتهلكهم رغم ما يفعلونه من الطاعات، وتغلب عليها حسن: لكننا يا جدي لا نكذب. يعني فعلاً زميلي غير جيد في الدراسة! الجد: اسمع يا بني قول النبي (صلى): (أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أرأيت إن كان في أخي ما تقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ،وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته) يعني حتى و إن كان في من تغتابه تلك الصفات فعلا فلماذا تعلن عنها للناس، و الله يستر على الساتر ولا يفضحه، كما أن ذلك يعد من وجه السخرية، وقد نهانا الله عن تلكم الأفعال، فاحذر يا بني من الغيبة فهي من أقبح الأفعال. حسن: شكراً جدي. و أعدك بألا أعود إلى هذا الفعل أبداً، ولكنك أيضاً أعطيتني فكرة جميلة وهي مساعدة زميلي في الدراسة، أترى يا جدي لقد ضربت عصفورين بحجر واحد !!