حسن: جدي! جدي! الجد: ما بك يا بني؟! حسن: تعال واسمع صوت المسجد! الجد: وماذا هناك؟! حسن: إن الإمام يخطب في الناس، و يعطي دروساً ، ولكن لم أفهم الموضوع! الجد: تعال نخرج لحديقة المنزل علنا نفهم. (وفي الحديقة) الجد: لقد فهمت! إن الشيخ يتحدث عن العشر الأواخر يا بني. فاليوم هو الحادي والعشرين من رمضان ،أي أننا دخلنا في آخر عشرة أيام منه. حسن: ولكن لماذا كل هذا؟! أقصد وماذا تعني العشر الأواخر بالنسبة لنا؟! الجد: إن هذه الأيام يا بني هي ثمرة رمضان ،وآخر ما بقي منه ، فقد ذهب الكثير وبقي القليل، لذا خصت هذه الأيام بالعديد من الخصائص التي لا توجد في سواها من أيام هذا الشهر، وواجب على المرء الاجتهاد فيها بكل ما يستطيع من جهد فما أدراه أن يبقى ليرى شهر رمضان القادم أو أن يحضر نهايته،تقول الحكمة: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، و اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا، لذا واجب علينا أن نجتهد في العبادة و ألا نتكاسل ، و إن لم نستفد من رمضان فقد بقي لنا هذه العشر التي فيها كل الخير، وقد كان النبي (صلى) يجتهد فيها اجتهاداً لا يكاد يقدر عليه، روى الإمام مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت : (كان رسول الله (صلى) يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره) و في الصحيحين عنها قالت : (كان النبي (صلى) يخلط العشرين بصلاة و نوم فإذا كان العشر شمر وشد المأزر) فهذا يدل على فضيلة هذه الأيام، و حرص النبي (صلى) على اغتنامها ، فينبغي علينا الاجتهاد فيها والحرص على اغتنام أيامها ولياليها ، و ينبغي أيضاً على المؤمن إيقاظ أهله فيها ، و لمن الخسارة أن نرى كثيراً من المسلمين تمر بهم هذه الليالي كغيرها و هم في غفلة عنها ، ومن خصائص هذه العشر أن بها ليلة القدر حيث أنزل الله على رسوله (صلى) القرءان الكريم يقول النبي (صلى) : (و فيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم) و قد حسب بعض العلماء (ألف شهر) فوجدوها 38 سنة و4 أشهر فمن وفق لقيامها و إحيائها كأنه فعل ذلك 83 سنة و4 أشهر، و عن النبي (صلى) : (من قام ليلة القدر إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) و هي في الأوتار أي 21 ،23، 25، 27، 29، حسن: ولكن لماذا أخفى الله علمها على العباد؟! الجد: أخفى الله علمها على العباد ؛ لكي لا يحرموا أجر هذه الليالي. ومن المستحب فيها الاعتكاف في المساجد ، وهو الانقطاع عن الناس و التعبد و التهجد وما إلى ذلك لذا يجب على المرء يا بني ألا يضيع أجر هذه الليالي. والآن ما رأيك أن نذهب إلى المسجد ؛ لنستمع لمزيد من الشرح يا بني؟ حسن: طبعاً هيا يا جدي!!