لا تغتر بأهل المعاصي على ما هم عليه من اللذة، فإنهم كأنهم يشربون عصيراً لذيذاً ولكن به سـم قاتل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـه
.
تـمتاز هذه القصص أنـها تحرك الهمم، وتقوي القلـب، بل يقـال أن القصص تحرق المعاصــي إحراقاً.
وقد قال ابن عيينـة ( عند ذكر الصالحيـن تتنـزل الرحمة) وقال محمد بن يونس ( ما رأيت للقلب أنفع من ذكر الصالحيـن )
إن لـم نكن مثلهم فلنتشبه بـهم 5
نأتي لقصة هذا الشاب المصـري /
قـدم شاب فجلس في حلقة الشيخ وتأخرت نفقته من الصعيد ففـارق حلقة الشيخ عساه يحصل كسيـرات من الخبز ولقيمات يقتات بها ويتقوى عليهـا.
فبينما هو يسيـر إذ دخل في شارع ضيق فوجد باباً مفتوحاً ووجـد خزانة من طعام فمد يده إلى الطعام وكان من المحشي ثـم بعد أن تناول قطعة منه ووضعها في فمـه.
تـذكر أنه جاء ليطلب العلم، والعلم نـور، والأكل من هذا الطعام دون أن يستحل صاحبه يظلـم القلب ولا يـمكن أن يجتمع النور والظلمة وسيطرد أحدهما الآخـر.
فتـرك هذا الطعام وعاد لحلقة شيخة وبـه من الجوع ما لا يعلمه إلا الله، وبعد أن انتهى الدرس إذا بامـرأة تأتي وتكلم الشيخ كلاماً لم يفهمه الحاضرون.
ثـم قال الشيخ لطالب العلم هـذا:
يـا عبدالله ألك رغبة في الزواج؟ فقال: أتـهزأ بي، والله من ثلاثة أيـام ما دخل جوفي طعام فيكف أتـزوج؟؟
قـال الشيخ: إن هذه المرأة تذكر أن زوجها تـوفي وترك بنتاً واحدة وكان ذا ثروة ومال كثيـر وتريد أن يتزوج ابنتها رجل صالح يعيـش معها ومع ابنتها وينمي المال ويرعـاه.
فقـال: إن كان كذلك فلا بأس فخرج الشيـخ والتلميذ والمرأة والحاضرون يسيـرون حتى دخلوا البيت الذي دخله هذا الشاب من قبـل فلما وضع الطعام بكى هذا الشـاب.
فقـال له الشيخ: لم تبكـي؟ هل أكرهناك على الـزواج؟
قـال: لا.
ولكـني قبل سويعات دخلت هذا البيـت لأكل من هذا الطعام الذي وضع بين أيدينا فتذكـرت أنه حرام فتركته لله فأعاده الله إلي ومعه غيـره عن طريق الحـلال.
تعلــيق/
إنـه شاب مخلص لله، فأين الشباب مـن هذا الشاب التقي الصالح؟؟ إنـه ترك شيئاً لله فعوضه بخيـر.
لقد حقق هذه الآيـة، قال الله تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجـاً، ويرزقه من حيث لا يحتسـب )
لقد اتقى الله تعالى واستشعر مراقبة الله تعالـى، فجعل الله تعالى له مخرجا ورزقه من حيـث لا يحتسب.