يقول تعالى في سورة المجادلة : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ}
شرح الألفاظ:
النّجوى: حديث خافت بين اثنين فأكثر
الحكاية:
نزلت هذه الآية في اليهود والمنافقين وذلك أنّهم كانوا يتناجون فيما بينهم دون المؤمنين وينظرون إلى المؤمنين ويتغامزون بأعينهم فإذا رأى المؤمنون ذلك يظنون أنّهم يتحدثون عن أهلهم الذين خرجوا للحرب فيظنون أنّه وصلهم عنهم خبر من موت أو مصيبة فيخافون ويحزنون حتى يقدم أصحابهم سالمين فلمّا طال ذلك وكثر شكوا أمرهم إلى رسول الله فأمرهم أن ينتهوا عن ذلك فلم ينتهوا وكان اليهود إذا جاءوا للنبي يحيونه بقولهم: "السام عليكم" والسام هو الموت وكان النبي يدرك غرضهم فيقول: وعليكم وهذا هو المراد من قوله تعالى: (وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّه) ويقولن في أنفسهم هلاّ يعاقبنا الله بما نقول لمحمد ورد عليهم بأنّ جهنم وما فيها ستكون نهايتهم وبئس النهاية التعيسة.