السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عندما تزوجت...أتيت إلى الكويت مع زوجي لا أعرف أحد
وبالصدفة قابل زوجي طبيبا من زملائه كان يعرفه قديما...وأتفق معه أن نتزاور...ولم يكن قد إشترى سيارة بعد...فنزلت مع زوجي لنذهب إليهم ونحضرهم بسيارتنا إلى بيتنا
وذهبنا...وكان اللقاء
منتقبة...هادئه...طيبة الخصال...ما سمعت منها لفظا بذيئا قط
كان وقتها معها بنتا وولدا((سارة,,,عبد الرحمن))
كانت سارة الصغيرة أول مفاجأة لطيفة قابلتها..إنها لا تعرف القصص العادية
بل جلست تقص علينا قصة هدهد سليمان...الذي عندما حمل الرسالة من سيدنا سليمان جري..طيران..طيران..طيران..وراح على بلتيس((بلقيس))ملكة سبأ....
وكم كانت كلماتها الضعيفة المكسرة درسا لي حيث عرفت كيف يربي هذا الرجل الملتحي و زوجته المنتقبة أبنائهم...
وبالطبع كانت هناك قصة عن سيدنا بلال...و((أمية الشرير))والذي كانت لا تقول عنه سيدنا...لأنه تافر((كافر))
تلك الأم المنتقبة علمتني الكثير
كيف أن الضرب للأطفال لماذا...هل لأنني غاصبة...أم ضرب لله لأنه أخطأ في حق الله وكذب مثلا
ولا زلت أخطيء وأغضب لنفسي....وأتذكرها وأنا أربي أبنائي رغم أنها ببلد وأنا بآخر
تعلمت منها أن أسكت أحيانا وأسمع إبني...لأنه صحيح يخبرني بخطأ فظيع...لكنني إن صرخت سيتوقف عن الكلام...ولن أعرف باقي القصة...وهذا عندما راقبتها وهي تستمع لابنتها
تعلمت منها إحترام الزوج وأنا أراقبها وهي تستأذنه في كل شيء...
تعلمت منها أنني مقصرة...عندما رأيتها قارئة للقرآن تسعى لحفظه ويحفظه أبناؤها
تعلمت منها الصراحة ...ففي أحد المرات أتفقنا على أن نصنع الكعك والبيتيفور معا...وأعتذرت لأن إبني كان كثير البكاء...وكنا وقتها لا نعلم ما هي حالته..فوجدتها بكل صراحة تتصل بي وتقول لي((أنا زعلانه منك لأني كنت عاوزه أعمله معك))...وعاتبتني عتاب الأخت الشقيقة بلطف فأعتذرت ودعوتها وأتت وصنعناه معا وكان لذيذا
بل...والأروع أنها و زوجها خرجا معا مع مجموعة كبيرة...ونحن هنا عندما نخرج في مجموعات...نجلس نحن النساء وحدنا...ويجلس الرجال وحدهم...ولا نختلط
وفي مرة لم نخرج معهم وكانوا ذاهبين إلى الشاطيء...وحكت لي أنها و زوجها ذهبا آخر الناس فوجدا الجميع جالسين على شاطيء بجوار أصحاب المايوهات...!!!
فوقف زوجها...وتراجعت هي وناداهم هو وقال لهم
لا...لن نجلس هنا...كيف أجلس بلحيتي هذه هنا...وكيف تجلس زوجتي بنقابها هنا
قوموا وتعالوا لنغير المكان
وقام الجميع...وخجلوا من أنفسهم....وغيروا المكان...ونال هو الأجر والثواب