- تقود سيارتك وأنت تفكر بأرباحك وخسائرك و تفكر في المطلوب منك عمله حينما تصل ، وفجأة تجد نفسك قد عبرت اشارة حمراء أو استوقفك شرطي المرور بحجة سرعتك الزائدة ، فمباشرة ودون تفكير تقول : لماذا أنا يا رب ؟!
تتأخر يوميا عن موعد دوامك ، لا تؤدي المطلوب منك ، علاقاتك دائما متوترة مع زملائك ومع مدرائك ، وفجأة تصلك رسالة بها خطاب شكر واستغناء عن خدماتك فتصرخ بدون تفكير قائلا : لماذا أنا يارب؟!
عندما نقع في اي مشكلة ، أو عندما يصيبنا الهم ، أو المرض نقولها فورا وبدون تفكير أو وعي وكأن الله لا ينعم علينا ، وأننا في هذه الحياة فقط نشقى لوحدنا والآخرون في النعم غارقون ...
أرثر اش لاعب التنس الأمريكي ( 1993-1943 ) والحاصل على العديد من البطولات من أهمها بطولة ويمبلدون للتنس في عام 1975 ، عاني في نهاية حياته من مرض الايدز ، وبينما كان في فترة احتضاره ، وصلته العديد من رسائل المعجبين لمواساته ، كان بينها رسالة أثرت فيه كثيرا ، كان المعجب يواسيه فيها فقال في رسالته " لماذا اختار الله شخصا مثلك ليموت بهذا المرض البشع ؟ " فحرص أرثر على الرد على الرسالة قائلا :
- خمسون مليون طفل يبدأون في لعب التنس في العالم
- خمسة ملايين منهم يتعلمون لعب التنس بطريقة صحيحة
- خمسمائة ألف منهم يتعلمون لعب التنس باحترافية
- خمسون ألفا يلعبون في ملاعب التنس للمحترفين
- خمسة آلاف يتمكنون من اللعب في البطولات الكبرى
- خمسون يصلون لبطولة ويمبلدون للتنس
- أربعة يصلون للدور قبل النهائي
- اثنان يصلون للدور النهائي
وعندما كنت أحمل كأس بطولة ويمبلدون لم أفكر أبدأ في أن أسأل " لماذا أنا يا رب؟ "
فنحن جميعا تأتينا أوقات كثيرة مليئة بالسعادة والانجازات ، وفيما بينها قد تمر بعض اللحظات المؤلمة ، فيجب دوما أن نتذكر أن اللحظات السعيدة أكثر من الحزينة ، وأن الله سبحانه وتعالى يستحق منا أن نشكره دوما على ما أعطاه لنا من نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى ، وأن نتقبل لحظات الابتلاء ونصبر عليها ، فلابد لها أن تزول ...