ن معرفة فلسطين لا تكون بالاقتصار على معرفة جهادها ونضالها في هذا العصر , ولا تتم الصورة إلا بالإطلاع على جذور هذا البلد الطيب وأهليه منذ القدم.
ولهذا سوف نحاول إبراز مظاهر حضارة هذا القطر من الماضي ,فالحاضر نتيجة الماضي , والمستقبل وليد الحاضر , والتاريخ حلقات مترابطة آخذ بعضها ببعض.
وليست الحضارة العربية التي نشأت في فلسطين بنت عصر واحد و إنما هي حلقات متماسكة مترابطة متتابعة منذ أقدم العصور حتى يومنا هذا .
وقد يتعسر فهم الحاضر إن لم نعد إلى الجذور والأعماق وقد يتعذر فهم حضارة الشعب الفلسطيني إن لم نلتمس جذورها في ما يجاورها من أبناء الشعب العربي ولم تكن فلسطين إلا حلقة من حلقات هذه ألأمة العربية منذ أقدم العصور . ونرجو أن تتراح عن فلسطين هذه الغمة التى نزلت بها منذ سبعة وخمسين عاماً حتى تعود هذه الأرض الطيبة إلى مقاسمة أخواتها أفراحهم و أتراحهم وتشاركهم في المصير الواحد إن الصبح لقريب.
و لا شك في أن إحياء التراث الشعبي والحفاظ على خصائصه الفنية وإظهار اصالته شرط أساسي من شروط تخليد آثار الحضارة العريقة فالفن القومي لأي امة من الأمم مظهر لثقافة الشعب عبر الزمان والمكان.
تشكو كثير من الأمم صعوبة جمع و إحصاء تراثها القومي وكذلك نشكو محن من إهمال تراثنا واستحالة إجراء المسح الفولكلوري في الوطن ألمتحل مما حدا بالصهاينة المحتلين إلى استغلال الثرات الفلسطيني الشعبي وكأنه تراث (صهيوني).
و تجدر الإشارة إلى أن هناك رابطة قوية بين الفلسطينيين و ترثهم فغدا تعلقهم بأرضهم الحبيبة لا يقل عن تعلقهم بتراثهم الأصيل .
ولا أدل على ذلك من إقبال النساء الفلسطينيات حتى المدنيات منهن بعد حرب 1967 على ارتداء الثوب القروي الفلسطيني و اعتزازهن به اعتزازاً بلع حد التباهي والزهو والعمل على نشره وتطويره خصوصاً في بلاد الاغتراب.
واني بعد توفيق الله سوف أقدم (ابحث) في هذا الموضوع بعضاً من تراثنا الفلسطيني المتمثل في الزى الفلسطيني في المدن والقرى و البادية مع الإشارة إلى التطريز وكذلك سنتعرض للعادات و التقاليد المتبعة في الأفراح والى بعض الأناشيد والأغاني الوطنية والأهازيج الشعبية وأيضا إلى بعضٍٍٍِِِِِ من الأطعمة المشهورة
والمتوارثة في فلسطيننا الحبيبة .