لقد كانت الأمة الإسلامية فيما كانت عليه من عزة ورفعة بين الأمم وفضل فقط عندما ربطت بين شعبة العلم وشعبة الأخلاق، فعندما اعتبرتهما "وجهان لعملة واحدة"كان الرقي، وعندما انفصلا فيما يسمي بعد بالعلمانية التي جاءتنا من الكنيسة الغربية كحل لفترة ظلامية كان يعيشها المجتمع الغربي، وعندما قلدناهم تقليدا اعمى يفصل الدين والعلم فصلا لا أساس له، كان الدنو وكانت الرتبة السفلى بين الأمم.
إنه لمن غير المعقول أن نجد الطبيب"المسلم"الذي تعلم العلم مفصولا عن التربية والأخلاق هو الذي يقدم لعلاج مرضى المسلمين وكلنا يعلم قيمة النفس عند الله عز وجل، فليس غريبا اذا ما قلنا ان العلم بدون اخلاق يخرج لنا طبيبا جزارا لا طبيبا مسلما بما تحمله الكلمة من معنى.
النماذج التي تقدمها مدارسنا وجامعاتنا هي الأخرى غير بعيدة عما نتحدث عنه فالبلوى قد دمرت وجرت على الأخضر واليابس ولذلك تجد الطالب بدون هدف ولا غاية فعلمه ودراسته فقط من اجل طرفة خبز لا غير.
أين أبناء المسلمين اليوم من سادتهم عبد الرحمان ابن خلدون والبيروني وابن سينا والفرابي وغيرهم كثير كانوا رحمة الله عليهم يشعون نورا اينما ذهبوا بأخلاقهم وبعلمهم ولازال التاريخ يذكرهم،كانوا رياضيين فزيائيين أطباء أدباء مهندسين جمعوا الخير كله.كلما تذكرت مثل هذه النماذج الا وازددت حصرة وندامة على ابناء زماننا الذين يعانون مع بضع وريقا ت مما يسمى ب"البوليكوب".
آه..آه يازمان متى تدرك الأمة أن العلم والأخلاق سر حضارتها؟
آه..آه يازمان أما آن للأمة أنتعلم أن الله تعالى قد فتح لها دستورها بكلام ليس كالكلام"إقرأ بإسم ربك الذي خلق"
إلى أن تستفيق الأمة من سباتها نهمس في أذن كل غيور أن لبي النداء وقل"مضى زمن النوم يا خديجة، مضى زمن النوم يا خديجة"وصلى الله وسلم على محمد.