هذه القصة يعلم الله أنها حقيقية وقد قرأتها هذه القصة حدثت في أحدى قرى جازان
فقد فقْد طفل ما والده في حريق ألتهم خيمته هو ورفاقة في الجيش
وقد مات والد الطفل وكان حينها يبلغ ذلك الطفل عامين
ترملت أمه وتيتم الطفل و عاش عيشة الفقر فقد كانوا أقرانه يلعبون كرة القدم وهو يبيع الفصفص أو
لكي يوفر لقمة عيشه
فأمه تزوجت بعد اباه وهو لعق الصبر وتكبد عناء العيش
واصل ليله بنهاره كانت أيامه تدور عجلتها على تجاعيد الزمن ببطء
حتى بلغ الثامنة عشرة ليلتحق بالسلك العسكري رغم أنه كان يحلم
بمرتبة أعلى ووظيفة مرموقة ولكن الزمن والفقر واليتم وقفا له أمام باب مستقبله بالمرصاد
فأكتفى بوظيفة جندي كأباه الذي عاش فقيراً ومات على ذلك الحال
وحين نضج عقل الولد وعرف أن له حق عند الحكومة يأخذه
فتقدم للمسؤلين يناشدهم ويطالب بحقوق والده اللتي حرم منها
في طفولته الشاقة
ليطلبوا منه مايفيد برقم والده ومكان عمله والفرقة اللتي كان يعمل معها ليسهل عليهم التأكد من ذلك كون ذلك الوقت لم يكن به حاسوب لحفظ المعلومات
فصدم الشاب بقسوة الحياة في المرة الثانية وعاد بخفي حنين
يجر ثياب وذيول الخيبة
بكى في الطائرة وهو عائد من الرياض الى جازان
ودعى الله عز وجل أن يوفقه
فكانت دعوة مظلوم محروم من أرث أبيه
وطأة قدماه مطار الملك عبدالله حالياً بجازان
ليستقل سيارة اجرة ليمزين الى منزله فوقف له رجل كث اللحيه عليه علامات الوقار
فقد أكل وشرب الزمن على رأسه
ومن خبرة ذلك العجوز بالبشر رأى على صديقي علامات الأعياء
والتعب وخيبة الأمل
فقال
مابك ياولدي
ليرد عليه صديقنا دعني وشأني ياعم لانياب هذه الدنيا اللتي نهشت
قلبي
فألح عليه أن يخبره بقصته عله يجد له حل
وسبحان الله كادوا أن يصلوا الى البيت
فبدأ الشاب يسرد قصته والعجوز يتمعن في ملامح زميلي
فقال له مابك ياعم ألست معي
فأوقف السيارة العجوز وأحتضن الشاب وهو يردد سبحان الذي دلني عليك أن أباك صديقي وأن أبنه أحمد فلقد كنت معه في تلك الخيمة المنكوبة وقد قدر الله ونجوت وهو رحل الى مثواه الأخير يابنيا لديا كل الأوراق اللتي تضمن حقوقك وحقوق أباك رحمه الله
فبكى الشاب
وصدق الشاعر حين قال
ضاقت فلما أستحكمت حلقاتها..... فرجت وضننتها لن تفرجوا
ورجع ارجل للمسؤلين بالرياض بكامل الوثائق
وأخذ جميع حقوقه وأعطي مكرمة ملكيه جراء ما تكبده في طفولته
وهو الأن من أثرياء بلدتنا يرفل بثياب الصحة والعافية ميسور الحال
نسأل الله أن يعوضه خيراً من طفولته وأن يبارك له فيما أعطاه
وأن يعوض أبنائه مامربه من يتم
وألمــــــــــم