امراة لاتتكلم الا القران
--------------------------------------------------------------------------------
قال عبد الله بن المبارك:خرجت حاجآ إلى بيت الله الحرام،
وزيارة نبيبه عليه الصلاة والسلام،فبينما أنا في الطريق،إذ أنا بسواد،
فتميزت ذاك ،فإذا عجوز عليها درع من الصوف وخمار،
فقلت :السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
فقالت:سلام قولآ من رب رحيم.
فقلت لها:يرحمك الله،ما تصنعين في هذا المكان؟
قالت:ومن يضلل الله فما له من هاد.
فعلمت أنها ضالة الطريق،فقلت لها:أين تريدين؟
قالت:سبحان الذي أسرى بعبده ليلآ من المسجد الحرام إالى المسجد الأقصى.
فعلمت أنها قضت حجها،وهي تريد بيت المقدس.
فقلت:أنت منذ كم في هذا الموضع؟
قالت:ثلاث ليال سويآ.
فقلت:ما أرى معك طعامآ تأكلين!.
قالت:هو يطعمني ويسقين.
فقلت:فبأي شيء تتوضئين؟
قالت:فإن لم تجدوا ماء فتيمموا صعيدآ طيبآ.
فقلت لها:إن معي طعامآ،فهل لك في الأكل؟
فقالت:ثم أتموا الصيام إلى الليل.
فقلت:قد أبيح لنا الإطار في السفر.
فقالت:وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون.
فقلت:لم لا تكليميني مثلما أكلمك؟
قالت:ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد.
فقلت:من أي الناس أنت؟
قالت:ولا تقف ما ليس لك به علم،إن السمع،والبصر،والفؤاد،
كل أولئك كان عنه مسؤولآ.
قلت:قد أخطأت فاجعليني في حل.
فقالت:لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم.
فقلت:فهل لي أن أحملك على ناقتي،فتدركي القافلة.
قالت:وما تفعلوا من خير يعلمه الله.
قال: فأنخت الناقة،
فقالت:قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم.
فغضضت بصري عنها،وقلت لها :اركبي.
قالت:سبحان الذي سخر لنا هذا،وما كنا له مقرنين،وإنا إلى ربنا لمنقلبون.
فأخذت بزمام الناقة،وجعلت أسعى,وأصيح.
فقالت:واقصد في مشيك واغضض من صوتك.
فجعلت أمشي رويدآ رويدآ،وأترنم بالشعر.
فقالت:فاقرؤوا ما تيسر منه.
فقلت لها:لقد أوتيت خيرآ كثيرآ.
قالت:وما يذكر إلا أولو الألباب.
فلما مشيت بها قليلآ قلت لها:ألك زوج؟
قالت:يأيها الذين أمنوا لاتسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم.
فسكت ولم أكلمها،حتى أدركت بها القافلة.
فقالت لها:هذه القافلة فمن لك فيها؟
فقالت:المال والبنون زينة الحياة والدنيا.
فعلمت أن لها أولاد،فقلت:وما شأنهم في الحج؟
قالت:وعلامات وبالنجم هم يهتدون.
فعلمت أنهم أدلاء الركب،فقصدت القباب والعمارات.
فقلت لها:هذه القباب فمن لك فيها؟
قالت:واتخذ الله إبراهيم خليلآ،وكلم الله موسى تكليمآ,
يايحيى خذ الكتاب بقوة.
فناديت يا إبراهيم،يا موسى،يا يحيى،فإذا بشبان كأنهم الأقمار،
قد أقبلوا،فلما استقر بهم الجلوس قالت:
(ابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة،فلينظر أيها أزكى طعامآ،فليأتكم برزق منه)
فمضى أحدهم فاشترى طعامآ،فقدموه بين يدي
فقالت(كلوا وشربوا هنيئآ بما أسلفتم في الأيام الخالية)
فقلت:الآن طعامكم علي حرام،حتى تخبروني بأمرها .
فقالوا :- هذه أمنا منذ أربعين سنة لم تتكلم إلا بالقرآن،
مخافة أن تزل فيسخط عليها الرحمن.
فقلت :- ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء )