أدركت أن السعادة نسبية ، وهي موجودة كلحظات ، وهذه اللحظات لا تقيدها الأغلال التي بايدينا وأرجلنا ، كما كان حال ابن تيمة رحمه الله ، الذي ترجم هذه الحالة وهو مقيد بالسجن حين قال : «ما يفعل أعدائي بي، إنّ سجني خلوة، وقتلي شهادة، ونفيي سياحة، جنتي وبستاني في صدري، أينما ذهبت فهي معي لا تفارقني».
الإنسان يدرك جيداً ما يسعده ، فنظرة إلى القمر أو الطبيعة أو إلى منظر طبيعي جميل مع ترديد كلمة سبحان الله بقلب حاضر ، لها مفعول السحر على النفس.
ولكل منا طريقته في جلب السعادة ، فمن قابع على رمل شاطئ ينظر إلى طيور البحر وهي تقترب من الماء لكي تبحث عن فريستها ، وإذا بالأسماك تتطاير يمنة ويسرة لكي تنجوا بنفسها عن هذا المصير ، يعد هذا المنظر قمة التشويق والسعادة.
وآخر ينتظر شروق الشمس وأحمرارها وكانها عسجد ، بلهفة ويتمنى أن تقف الساعة ولا يمر الوقت لكي تكمل النفس حظها من هذا الجمال.