لايخفى على كل مسلم قوة الصراع بين التيار الإسلامي، والتيار – إن صح التعبير- التغريبي، إذ أنه من سنن الله الكونية، ومن أعظم الأبواب التي يخطط لها التيار التغريبي، المرأة المسلمة، وإبرازها بما أوُتي من قوة، عبر الإذاعات والقنوات والدعايات، وغيرها من الوسائل، والاستمرار في الطرح على أن الإسلام انتقص وهضم حقوقها، وميزها عن الرجل؛ فمن يسمع ذلك من المسلمين والمسلمات، ذوي الفطر السليمة؛
ينصرف ذهنه إلى الظلم المتمثل في تسلط الأولياء على البنات: إما بالعضل، والاستيلاء على المال، والضرب بغير حق، والمبرح، والحبس، ونحو ذلك من المظالم الاجتماعية.
غير أن حقيقة الظلم عندهم غير ذلك، بل تلك الأمور لا تهمهم؛ فظلم المرأة عند التغريبيين يتمثل في: قوامة الرجل عليها ، وفرض الحجاب ، ومنعها من الاختلاط بالأجانب ، ومنعها من السفر بدون محرم،
وبالعموم فظلم المرأة عندهم هو: كل شيء من شأنه التمييز بينها وبين الرجل في حرية التصرف؛
فغاية هؤلاء أن تتصرف المرأة في نفسها بحرية كاملة، كالرجل، سواء بسواء، وألا يفرض عليها حجاب، ولا قوامة، وألا تلتزم إذن الولي في خروج أو سفر، وألا تمنع من اختلاط.