الأحاديث النبوية في فضائل المسجد الأقصى وأرض بيت المقدس متعددة الجوانب ، إلا أن حديث أبي ذر –رضي الله عنه وأرضاه- الذي أخرجه الحاكم، وصححه ووافقه الذهبي ، وقال فيه شيخنا الألباني وهو كما قال ، يقف عنده المتمعن وقفات ، ففيه من دلائل النبوة لشيء العظيم لما أخبر الصادق المصدوق عن حال ما سيؤول إليه المسجد الأقصى وتعلق قلوب المسلمين به، وان مؤامرات الأعداء على المسجد الأقصى وبيت المقدس ستزداد ، لدرجة يتمنى المسلم أن يكون له موضع صغير يطل منه على المسجد الأقصى أو يراه منه، ويكون ذلك عنده أحب إليه من الدنيا وما فيها.وهو من حديث أبي ذر - رضي الله عنه – قال :
تذاكرنا - ونحن عند رسول الله –صلى الله عليه وسلم- - أيهما أفضل : أمسجد رسول الله أم بيت المقدس ؟ فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- : "صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه ، ولنعم المصلى هو ، وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن* فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعًا " . قال: أو قال"خير من الدنيا وما فيها". أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني .
* الشّطَنُ : الحبل ، والجمع: أشطان . وقال في "المعجم الوسيط" : الشطن: الحبل الطويل يُستقى به من البئر ، أو تشد به الدابة .
يقول الدكتور محمد طاهر مالك في تحقيقه "مشيخة ابن طهمان" : ومن المؤسف أن واقع الأحداث تشير إلى أننا في طريق تحقيق هذا الحديث الذي هو من دلائل النبوة، وأن مؤامرات الأعداء على المسجد الأقصى وبيت المقدس ستستمر وتتصاعد وتشتد لدرجة أن يتمنى المسلم أن يكون له موضع صغير يطل منه على بيت المقدس أو يراه منه، ويمون ذلك عنده أحب من الدنيا جميعًا ، ولا شك أن يكون بعد ذلك الفرج والنصر إن شاء الله، ولله الأمر ن قبل ومن بعد، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .دلالات الحديث ولنعم المصلى هو...1-هذا الحديث من أعلام النبوة ، لأن فيه بشارة بفتح بيت المقدس قبل أن يفتح .
2-اهتمام الصحابة رضوان الله عليهم في السؤال عن المسجد الأقصى وأجر الصلاة فيه .
3-الحديث فيه دلالة بالغة على مكانة المسجد الأقصى في نفوس المسلمين ، بل مكانة المسجد الأقصى في الشرع الإسلامي.
4-فيه ثناء النبي –صلى الله عليه وسلم- على المسجد الأقصى المبارك.
5- فيه أجر الصلاة في المسجد الأقصى بــ250 صلاة .
6- فيه دلالة واضحة على أن قضية الأقصى ستبقى حية في نفوس أبناء هذا الدين لا يزعزع اعتقادنا بذلك إنكار الأعداء وافتراءات المعتدين .
7- فيه إشارة إلى عظم المسؤولية الموكولة لأهل الأقصى.
8- وهناك لفتة مهمة في أنه قد يأتي زمان لا يستطيع أحد من المسلمين الإقامة حول الأقصى .
9- أن نسخ القبلة الأولى – المسجد الأقصى- لم يلغِ منزلتها الشرعية في الإسلام ، ولم يجعل كغيره من مساجد المسلمين، بل بقيت منزلته محفوظة .
10- أن قضية بيت المقدس والمسجد الأقصى لا تنفصل أبدًا عن قضية الإسلام الكبرى.
وها نحن نعيش في زمن نلمس فيه صدق ما أخبر به النبي – صلى الله عل يه وسلم- مما سيكون عليه وضع المسجد الأقصى ، والمتتبع لأحواله في ظل الاحتلال اليهودي الحاقد ، والأحداث اليومية ، والممارسات الصهيونية يوقن بصدق ما أخبر به النبي –صلى الله عليه وسلم- حيث يسعى اليهود بكل الطرق لتفريغ بيت المقدس من المسلمين وتهجيرهم والتضييق عليهم وذلك بممارسات كثيرة للتضييق عليهم .
منقول من كتاب : المسجد الأقصى الحقيقة ... والتاريخ