لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أخواتي في الله :
كم نحن بحاجة إلى حُسن الخلق في زمننا هذا المليء بالأحقاد والحسد والضغينة, فحسن الخلق يوجب التآلف والمحبة بين الناس,,
فلو نظرنا إلى المتحلي بحسن أخلاقه لوجدناه محبوبا بين الناس لأن الله أحبه فوضع القبول له في الأرض.
قال عليه الصلاة والسلام: { أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق } [رواه الترمذي والحاكم].
فكم من صائم قائم لا نجده محبوبا بين الناس لسوء خُلُقه , وكم من مؤدي لحقوق الله بدون زيادة في النوافل والسنن نجده محبوبا بين الناس بحسن خلقه.
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي أبو هريرة بوصية عظيمة حيث قال له:{ يا أبا هريرة! عليك بحسن الخلق }. قال أبو هريرة رضي اللّه عنه: وما حسن الخلق يا رسول اللّه؟قال: { تصل مَنْ قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتُعطي من حرمك} [رواه البيهقي].
فلا نرد الإساءة بالإساءة بل الإساءة بالحسنة ,,فوالله إن هذه الدنيا لا تسوى شيئا,,
فمن جرحتكِ بقول أو فعل, فلا تقولي( والله سؤأدبها سأريها من أنا حتى تحترمني فيما بعد) ولكن اكضمي غيظكِ نحوها واحتسبي ذلك عند الله.
تذكري دوما ذلك القماش الأبيض الذي ستلفين فيه وتوضعين في قبرك ثم ماذا؟
ثم لن تستطيعي أن تأخذي معكِ أي شيء سوى حُسن خُلقك وعملك الطيب.
يكفي أن بحسن خلقكِ تكوني قريبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة حيث قال الرسول صلى اللّه عليه وسلم: { إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً } [رواه أحمد والترمذي وابن حبان].
الله أكبر ,,, ما أعظمها من جيرة..
وقد جُُمعت علامات حسن الخلق في صفات عدة، فاعرفيها أختي المسلمة وتمسَّكي بها. وهي إجمالاً:
أن يكون الإنسان كثير الحياء، قليل الأذى، كثير الصلاح، صدوق اللسان، قليل الكلام، كثير العمل، قليل الزلل، قليل الفضول، براً وصولاً، وقوراً، صبوراً، شكوراً، راضياً، حليماً، رفيقاً، عفيفاً، شفيقاً، لا لعاناً ولا سباباً، ولا نماماً ولا مغتاباً، ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً، ولا حسوداً، بشاشاً هشاشاً، يحب في اللّه، ويرضى في اللّه، ويغضب في اللّه.
ابدأي صفحة جديدة في حياتك من الآن,,,إن كان في قلبك شيء من أحد أقاربك أو صديقاتك أو غيرهم فالقي ذاك الشيء وراء ظهرك واجعلي قلبك نقيا صافيا من كل حقد وبغض.
أكثري من دعاءكِ لله سبحانه وتعالى أن يرزقكِ حُسن الخلق.
علمي أبناءك على الأخلاق الفاضلة حتى ينشأوا عليها ويتحلوا بها منذ صغرهم.
جاهدي نفسك على التحلي بالأخلاق الحسنة والبعد عن الحقد والكراهية وبذاءة اللسان وقطع الأرحام, فإنه ليس من السهل جوار الرسول والقرب منه مجلسا يوم القيامة بل إن ذلك يحتاج إلى مجاهدة النفس.
اللهم كما حسّنت خلقنا فحسّن أخلاقنا وجمّل أفعالنا وأعنّا على كل ما يقربنا إليك.
والحمد لله رب العالمين.