موضوع: حوار مع صديق عائد من الموت الثلاثاء يونيو 25, 2013 3:59 am
إلتقيته داخل مسجد في ليلة السابع والعشرين من رمضان إنه صديقي حامد الذي وصلتني أخبار عن أزمة صحية كبيرة ألمت به قبل أيام لكني و بتقصير مني في حقه لم أستطع زيارته للاطمئنان عليه عانقته بحرارة قبل أن أجلس معه لأتحاور حول ما أصابه فاذا بي أفاجأ بحجم ما لاقاه فقد أنقذ من الموت بأعجوبة كما يقول . سألته ما الذي حدث ؟ فأجابني تعودت طوال شهر رمضان أن أصلي العصر و أجلس في مسجد الحي أقرأ القرآن مع صديقي فلان و نتدارس بعض الأمور الفقهية و الحياتية حتي جاء ذلك اليوم حيث أديت الصلاة ثم همت مسرعا لأخرج من المسجد طلب منى صديقي أن أجلس لقراءة القرآن كعادتنا فقلت له ( معلش أنا مش فاضي النهارده ) ثم اتجهت مسرعا الي منزلنا حيث سنقوم أنا و أخي بقطع بعض قطع الحديد باستخدام صاروخ خاص بقطع الحديد . بدأ أخي عملية القطع و أنا أقف بجواره أساعده في التقاط بعض الأشياء المطلوبة و فجأه انكسرت اسطوانة قطع الحديد الخاص بالصاروخ أثناء دورانه بسرعة شديدة لتستقر برقبتي فتقوم بقطع شريانين بالرقبة و حدوث نزيف كبير عندها لم أفكر الا في شيء واحد قلت ( يا رب نفسي في مليون جنيه أتصدق بيهم في سبيلك قبل ما اموت ) . صرخ أخي بقوة ليساعده الناس في انقاذي إصطحبوني الي المستشفي خلال دقائق معدودة لأدخل الي غرفة العمليات في عملية معقده استمرت لثلاث ساعات متواصلة عاش أهلي و أصدقائي خلالها لحظات حرجة مليئة بالدموع و الأحزان خاصة بعد أن أبلغهم الأطباء أن الوضع الصحي خطير للغاية و تكاد تكون نسبة النجاح في تلك العملية صفر بعد النزيف الحاد و قطع الشرايين الرئيسية بين المخ و القلب و كلما سألو طبيبا يجيب ( ادعوا يا جماعة الموضوع صعب شويتين الحالة الي زي دي ٧ دقايق و يكون مات ربنا يستر ) . يقول حامد و الدموع في عينيه مرت علي تلك الساعات كأنها أيام شريط حياتي مر أمام عيني ذنوبي كانت ماثلة أمامي أما الحسنات فكأنها محيت من الذاكرة هل الموت قريب الي هذا الحد يا ليتني جلست بعد العصر لاتلو القرآن عسي أجده أنيسا لي في قبري . خرجت من حجرة العمليات الي الرعاية المركزة لأرقد في غيبوبة لساعات حتي استيقظت و عدت الي الدنيا من جديد رأني الطبيب المعالج فقال لي ( انت إتكتب لك عمر جديد و الله دي معجزة أجراها ربنا علي ايدينا الحمد لله ) حمدت الله علي السلامة ثم دار سؤال بيني و بين نفسي ما هو العمل الصالح الذي عملته باخلاص حتي ينجيني الله به تذكرت أيام عيد الأضحي حينما يخرج الناس بالملابس الجديدة لزيارة الأهل و الأقارب و ألبس أنا ثياب قديمة لكي أجمع جلود الأضاحي ليوزع ثمنها علي الفقراء تذكرت عندما كنت أحمل علي ظهري أجولة الأرز لكي تذهب الي المحاصرين في غزة عندها قلت صدق رسول الله ( لا تحقرن من المعروف شيئا ) و ختم حامد حواره معي قائلاً ( يمكن ربنا نجاني علشان أقول لكل واحد خلي بالك الموت قريب منك أوي تب لربك و اعمل الصالحات قبل ما تموت ) . طارق اللبان
شلال الورد المشرفة العامة على المنتدى
مِــزَاجِي :
موضوع: رد: حوار مع صديق عائد من الموت الإثنين يوليو 08, 2013 8:06 am
شكرا جزيلا فعلا قصة رائعة وتستحق القراءة تسلمـــــــــــ ـــــــــــــين