موضوع: ~ .. مُسلسل [ سَـارة في وَرطَــة ] .. ~ الأربعاء يونيو 26, 2013 3:52 am
اليومَ مَوعِـدُنا مع المُسلسل الأول مِن [ مُسلسلات رمضان ] .
والذي يَحمِـلُ اسـمَ :
~ .. مُسلسل [ سَـارة في وَرطَــة ] .. ~
[ الحلقة الأولى ] - - - - - -
سارة زوجةٌ صالِحةٌ تزوَّجَت حديثاً ، وكانت سعيدةً جداً بصِفاتِ زوجِها المِثالية ؛ فقد كان وَدُوداً ، مُحِبًّا لها ، وكريماً . ومَرَّت الأيامُ سريعة وهما ينعمان بالرَّاحة والهدوء النَّفسي .
وقبل رمضان بيومين تقريباً ، فُوجِئَت سارة بزوجها يُعِدُّ ميزانيةً ضخمةً لهذا الشَّهر ، فتوقَّعَت أنَّه سيتصدَّقُ ببعضها على الفقراء والمساكين في شهر الطَّاعات .
ثمَّ طلب منها أن تكون برفقته ؛ لِشراء المأكولات والمشروبات لهذا الشَّهر ، فوافقت . وفي المتجر قال زوجُها ماجد : سنشتري اليومَ بعضَ المُتطلبات لشهر رمضان المبارك ، ونُكمِلُها غـداً بإذن الله .
سارة : ولكنَّنا سنتمكَّنُ مِن شراءِ ما نحتاجُهُ اليوم .
ماجد - وقد اتَّجَه نحو اللحوم ، ووضع كميَّةً كبيرةً منها - : هل تكفي هذه اللحومُ أم أزيد ؟
سارة - مُتعجِّبَةً - : بل إنَّها كثيرةٌ جداً .
وبعد ذلك توجَّه للأجبان والحليب والعصائر والشُّوربات ، وبدأ يُكَدِّسُها بصورةٍ مُخيفة .
سارة : على رِسْلِكَ يا زوجي العزيز ، ماذا سنفعلُ بكل هذا ..؟!!
ماجد : أنا أعرفُ ما أفعل ، وهذه عاداتُنا في هذا الشَّهر .
سارة – وقد ظَنَّت أنَّه سيُقدِّمُ بَعضَها لوالديه وجيرانه - : لا بأس .
والتفتَ ماجد لسارة ، وقال : هل لديكِ طلباتٌ أخرى ؟
ماجد - وقد رَفَعَ صوتَهُ قليلاً عليها - : مِن فَضلِكِ ، اصمِتي .
فُوجِئَت سارة بِرَدَّةِ فِعل زوجها ، وكأنَّها لا تعرفه ، ولكنَّها كَتَمَت غيظَها .
ووقفا في صَفٍّ طويلٍ ؛ لِدَفع الفاتورة .
وفجأةً نظرَت سارة بجانِبها ، فلم تَجِد زوجَها .
ترى أين ذهب ماجد و ماذا فعلت سارة ؟
إنتظرونا فى الحلقة القادمة ..
آيه ~ مشرفة قسم المسابقات
مِــزَاجِي :
موضوع: رد: ~ .. مُسلسل [ سَـارة في وَرطَــة ] .. ~ الأربعاء يونيو 26, 2013 4:00 am
-
[ الحلقة الثَّانيـة ] - - - - - -
كانت سارة تلتفتُ يَمنةً ويَسرةً ؛ بحثاً عن زوجها ، وكانت في غايةِ الإحراج والقلق ؛ خوفاً مِن أن يأتيَ دَورُها بالدَّفع وهي لا تمتلكُ بحقيبتها ما يكفي . فقامت بتقديم سَيِّدتين قبلها ، حتى يأتيَ زَوجُها ، وهي تتصبَّبُ عَرقاً مِنَ التَّعَبِ والقلق والإعياءِ .
وما هِيَ إلَّا دقائق حتى أتى زوجُها وهو يدفعُ بعَربةِ مُشترياتٍ أخرى .
سارة : أين كُنتَ يا ماجد ؟ وما هذا الذي معك ؟
ماجد : عندما وصلنا للحِساب ، قرأتُ عن عُروضٍ قويَّةٍ وتخفيضاتٍ على الأدوات الكهربائية ، فانتهزتُ الفُرصةَ واشتريتُ لَكِ أنواعًا مِن خلَّاطاتِ الطعام ، وفُرنًا كهربائيًّا ، وطبَّاخة البيتزا ، وشوَّاية كهربائية .
سارة - وكأنَّها تكتشفُ زوجَها لأول مرة - : جزاكَ الله خيراً .
ووصلا لسيارتهما ، ووضع العامِلُ المُشتريات بالسَّيارة ، وانطلقا للمنزل ، وفي الطريق قال ماجد : مالي أراكِ غيرَ سعيدةٍ بما اشتريناه اليوم ؟!
سارة : زوجي العزيز ، تعلَّمتُ في بيتِ والدي أن نشتريَ على قدر حاجتِنا ، وأنَّ رمضان كأيِّ شهرٍ آخَر ، في المأكولات والمشروبات ، ولكنَّه يتميَّزُ عن بقيَّة الشُّهور بالعِباداتِ ، وزيادة الطَّاعات .
ماجد : وأنا اعتدتُ على أصنافٍ مُعينة من المأكولات والعصائر في رمضان ، وهذا لا يَمنعُ مِن أداءِ الطَّاعات .
سارة : كما تُريد ، ولكنِّي لا أستطيعُ مُرافقتكَ ، فالمتاجِرُ الليلةَ مُزدحِمةٌ جداً ، وأُفَضِّلُ البقاءَ بمنزلي .
ماجد : كما تُريدين .
وعاد ماجد من المتجر بكَميَّاتٍ كبيرة جداً من الأطعمة ، فقَضَت سارة ليلتها في التَّرتيب ، ودُموعُها تتساقطُ على خَدَّيْها ؛ لأنَّها أضاعَت ليلة رمضان في تكديس المُشترياتِ في الخِزانات ، ولم تستثمِرها في القيام وقراءة القرآن .
وفي غَمْرةِ انشغالِها ، دَخَلَ عليها زوجُها وهو يُوَبِّخُها ، ويقول : أنتِ مُهمِلَة ، وغيرُ مُهتمَّةٍ بزوجِكِ ، انظري للساعةِ قد جاوزت الثَّانية ، وأنتِ ما زلتِ في مكانِكِ .
نظرَت إليه مُتعجِّبةً بعَيْنَيْن مُمتلئتين بالدُّموع .
تُرى ما الذي فعلته سارة ، لتستحق كُلَّ ذلك التوبيخ ؟؟ وما الذي جعلها تبدو مُهمِلةً وغير مُهتمَّةٍ بزوجِها ؟؟
تابعونا في الحلقة القادمة ، وستعرفون ()
الخنساء الصغيرة المشرفة العامة على المنتدى
مِــزَاجِي :
موضوع: رد: ~ .. مُسلسل [ سَـارة في وَرطَــة ] .. ~ الأربعاء يونيو 26, 2013 7:06 am
موضُوع رائع يا آية ذو طابع قصّي لكن واقعي جدًّا! يحمل بين أسطره العبر العديدَة و ينتقد العادات السّيّئة في الشّهر الفضِيل و هذه أعمال العديد من العائلات في العالم العربي مع الأسف .. كلِّي تشوّق لقراءة بقية الأحداث ^^ أحجز مقعدي حبيبتي
آيه ~ مشرفة قسم المسابقات
مِــزَاجِي :
موضوع: رد: ~ .. مُسلسل [ سَـارة في وَرطَــة ] .. ~ الأربعاء يونيو 26, 2013 7:16 am
[ الحلقة الرَّابِعـة ] - - - - - -
وقفت سارة قلِقةً ومُتَحَيِّرةً مِن هذا الزَّوج ، الذي بدأ يُفاجِئُها بطِباعٍ غريبةٍ ، لم تعهدها مِنه ، وسألته : لماذا تنعِتُني بالإهمال وعدم الاهتمام بك ؟!
فأجابها : لأنَّ الوقتَ قد سرقَكِ ، ولم تُعِدِّي لنا وجبةَ السَّحور .
وازداد حُزنُها أكثرَ وأكثرَ ، فها هِيَ الليلةُ الأولى لرمضان تنقضي بين الترتيب والطَّبخ .
وفي هذه الأثناء ، رَنَّ جَرسُ الهاتف .
فرفعت السَّماعةَ ، وإذا بوالدتِها على الهاتف ، وكأنَّ اللهَ أرسلها لها ؛ لِتُخَفِّفَ عنها ما تُعانيه .
أم سارة : السَّلامُ عليكم .
سارة : وعليكم السَّلام ورحمة الله وبرك........اته .
وتحشرجَ صوتُها بالبُكاء .
الأُمُّ : بُنَيَّتي الحبيبة ، ماذا بكِ ؟
سارة : لا شيء يا أُمَّي ، ولكنِّي اشتقتُ لَكِ .
الأُمُّ - وقد شعرت بأنَّ ابنتَها تُعاني مِن أمرٍ ما ، ولا تُريدُ الإفصاحَ عنه - : حسنًا يا ابنتي ، على كُلِّ حالٍ ، وكعادتِنا سنويًّا أنَّنا نتناولُ الإفطارَ في اليومِ الثَّاني من رمضان سويًّا ، وندعُـوا أخواتِكِ وأزواجَهُنَّ ، ويُسعِدُنا أن تُشاركِينا أنتِ وزوجُكِ الإفطارَ .
سارة : حسناً يا أُمِّي ، سأُخبِرُ زوجي بذلك .
الأُمُّ : ماذا تفعلين الآن يا بُنَيَّتي ؟
سارة : أطبخُ لزوجي كَبسة .
الأُمُّ - وكأنَّها بدأت تلتقِطُ بَعضَ الأطرافِ لِمُشكلةِ ابنتها - : حبيبتي ، لِتعلمي أنَّ العائلاتِ تختلف في عاداتِها في شهر رمضان ، والزَّوجةُ الذَّكِيَّةُ تعرِفُ كيف تتأقلَمُ مع عاداتِ زوجِها .
سارة : نعم يا أُمِّي ، أعلمُ ذلك ، ولكنِّي تمنَّيتُ أن أجِدَ الوقتَ الكافي للصلاةِ ، وقراءة القرآن .
الأُمُّ : بُنَيَّتي ، عَمَلُكِ لزوجكِ ما يُرضيه ويُسعده ، ستُؤجَرين عليه ، إذا احتسبتِ الأجرَ عند الله ، ولا تنسي - بُنَيَّتي - عِبادةً عظيمةً ، قد تكونينَ غفلتِ عنها ، ولا تحتاجُ مِنكِ تَفَرُّغًا كامِلاً . إنَّه الذِّكرُ بُنَيَّتي ، أشغِلي أوقاتكِ بذِكرِ الله ، والاستغفار ، سترتاحُ نَفْسُكِ ، ويتضاعَفُ أجرُكِ بإذن الله ، ولا تنسي - بُنَيَّتي - الدَّعاء ، تضرَّعي للهِ في هذا الشَّهر الكريم ، وتحيَّني أوقات الإجابة ، واسأليهِ سُبحانه أن يَهديَ زوجكِ ، ويُصلِحَ حالَه ، ويُنعِمَ عليكما بالحَياةِ السعيدةِ الهانئةِ المُستقرة ، وأن يَجعلَ بيتكما عامِراً بالإيمان والتقوى .
سارة - فَرِحَة - : جزاكِ اللهُ خيراً يا أُمِّي ، فِعلاً لقد غفلتُ في غَمرةِ انشغالي عن هذه العِبادةِ الجليلة .
الأُمُّ - وقد هدأت نَفسُها كثيراً - : حبيبتي ، أتركُكِ الآنَ ؛ لِتُكملي سَحورَ زوجكِ ، وأراكما بعد غدٍ إن شاء الله .
موضوع: رد: ~ .. مُسلسل [ سَـارة في وَرطَــة ] .. ~ الأربعاء يونيو 26, 2013 7:20 am
[ الحلقةُ الخامِسةُ ] - - - - - - -
في أول يومٍ من أيام رمضان ، والروحانية تُسيطرُ على المكان ، استيقظ الزوجان قبل صلاة الظُّهر ، فتوضأ الزَّوجُ ، وذَهَبَ للمسجد ، وقامت سارة ، وتوضأت ، وجلست في مُصلَّاها تقرأ القُرآن ، وتنتظرُ أذانَ الظُّهر .
وبعد الصَّلاة ، أتى الزَّوجُ مُبتسِماً ، وقال لزوجته سارة : حبيبتي ، سأنامُ قليلاً حتى العصر ، ولكنِّي أُريدُ أن تُعِدِّي لنا اليومَ إفطاراً شهياً .
سارة : حسناً يا زوجي الغالي ، ولكنْ ماذا تُريدُ على الإفطار ؛ حتَّى أُعِـدَّه لَك ؟
ماجد : هناك أطباقٌ أساسيةٌ أُريدُها في شهر رمضان بدون طلبٍ يوميٍّ .
ماجد : واليومَ أُريدُ بالإضافةِ لذلك مكرونة بالباشمِل ، صينية بطاطس بالدَّجاج ، وحلويات على ذوقك .
سارة : ولكنْ هذا كثير ، فالمَعِدَةُ لن تتحمَّلَ كُلَّ هذا الطَّعام على الإفطار ، ولن تتمكَّنَ من أداءِ صلاةِ العِشاءِ والتَّراويح براحة .
ماجد : لا عليكِ ، اعملي ما طلبتُه مِنكِ .
سارة : حسناً .
وتذكَّرَت حَديثَ أُمِّها ، فهدأت نَفسُها قليلاً ، وقامت بإعداد الطَّعام كما أراد ، ولكنْ بتدبيرٍ وعدمِ إسراف ، وقامت بتحضير كَميَّةٍ قليلةٍ تكفي لها ولزوجِها .
ثمَّ استيقظ الزَّوجُ ، وصلَّى العَصرَ ، ونادى سارة قائلاً : ماذا تُريدينَ أن أُحضِرَ لَكِ معي ، فأنا أُريدُ التَّجولَ بين المَحلَّاتِ حتى وقتِ الإفطار .
قالت له : شُكراً ، لا شيء .
وعندما حان وقتُ الإفطار ، أعدَّت سارة ما أراده زوجُها ، وبشكلٍ مُنظَّمٍ وشَهِيٍّ ، وفُوجِئَت بزوجِها يأتي من الخارج مُحَمَّلاً بالأطعمةِ ؛ فهذا فُول يُفضِّلُهُ يومياً على الإفطار ، وهذه بَسبوسة من مَحَلٍّ مُعيَّن يُفضِّلُه ، وذاك تمر هندي ، وهذه بيتزا لا بُدَّ أن تكونَ موجودةً على السُّفرة الرَّمضانية .
فلم تتمالك سارة نفسها ، وقالت : ما هذا ؟! هل نحنُ نعيشُ لِنأكُلَ أم نأكلُ لِنعيشَ ؟!! لقد طَبختُ كُلَّ ما طلبته مِنِّي ، ولا داعِي لِكُلِّ هذا ..!
ماجد : مِن فَضلِك ، أعصابي مُتوتِّرة ، فلا تُزعجيني بتساؤلاتِكِ . قُومي بإعدادِ ما أحضرتُه وأنتِ صامتة .
ثُمَّ عاد الزَّوجُ للسُّفرةِ ، وتناول الشُّوربة ، وقِطعةً من السمبوسك ، وقِطعةً صغيرةً جداً من البيتزا ، وقام .
فتعجَّبَت سارة من ذلك كثيراً ، وأعدَّت له كُوباً من القهوة ، وجلست معه ، و قالت : زوجي الحبيب ، لقد طلبتَ الكثيرَ ، وجلبتَ الأكثرَ ، ولكنَّكَ لم تتناول شيئاً .
فقال لها : حَسْبُ ابن آدمَ لُقيماتٌ يُقِمنَ صُلْبَه .
فقالت سارة : وما دامَ الأمرُ كذلك زوجي الحبيب ، فلماذا الإسرافُ في الطَّعامِ والشَّراب ؟! ماذا سنفعلُ بكُلِّ هذا الطَّعام ؟!
فقال لها ماجد : صَدقتِ واللهِ ، ما كُنتُ أُفكِّرُ قبل ذلك ماذا يُفعَلُ بهذا الطُّعام ، فقد اعتدنا على عاداتٍ سيئةٍ بدون تفكير . ضَعِي لي ما تبقَّى من الطعام في سَلَّةٍ ، وسأُقدِّمُه لأُسرةٍ مُحتاجة ، وسأترُكُ أمرَ الإعدادِ لَكِ بعد ذلك .
سارة - فرحة باقتناع زوجِها - : باركَ اللهُ فيك .
تابعونا في الحلقة القادمة لنرى هل تغير ماجد فعلاً أم لا ؟
آيه ~ مشرفة قسم المسابقات
مِــزَاجِي :
موضوع: رد: ~ .. مُسلسل [ سَـارة في وَرطَــة ] .. ~ الأربعاء يونيو 26, 2013 7:22 am
وفي اليوم الثَّاني من أيام رمضان ، استيقظت سارة كعادتها قُبيل الظٌّهر ، وجلست بمُصلَّاها تقرأ القرآن الكريم ، فاستيقظَ زوجُها ، وذَهَبَ للصَّلاةِ بالمسجد .
وبعد أن أدَّت سارة صلاةَ الظُّهر ، وقرأت ما تيسَّرَ لها من الأذكار ، نظرت للسَّاعةِ ، فاستغربَت تأخُّرَ زوجِها ، ولكنَّها قالت في نفسِها : لَعَلَّه خَير .
وبعد قرابةِ ساعة ، فُوجِئَت بزوجِها يدخلُ عليها ، وبيديه كميَّةٌ كبيرةٌ مِن السَّمك والجَمبري ، و هو يقول : أُريدُ أن يكونَ إفطارنا اليومَ مأكولات بحرية .
فقالت له سارة : ولكنَّ السَّمك يَحتاجُ لتنظيفٍ وعملٍ كبيرٍ ، ولا يَصلُحُ كإفطار .
قال لها ماجد بكُلِّ حَزم : ولكنِّي أُريدُهُ على الإفطار .
وفي هذه الأثناءِ ، كان ماجد مُستاءً قليلاً مِن نَفسِهِ ، وشعر بأنَّه يُثقِلُ على زوجتِهِ كثيراً ، ففَتَحَ التلفاز ؛ لِيُخفِيَ تَوتُّرَهُ بالمُشاهدة .
فشاء اللهُ - سُبحانه وتعالى - أن يَرَى حلقةً للفتوى لأحد المشائخ ، فاتَّصلَ على الشَّيخ زوجٌ يشكو من زوجته ، وبأنَّها تُسرِفُ كثيراً في إعداد الطَّعام ، وخاصَّةً في شهر رمضان ، فوَجَّه الشَّيخُ رِسالةً للنِّساءِ بأن اتَّقِينَ الله في أموال أزواجِكُنَّ ، ولا تُسرِفنَ في الطَّعام والشَّراب ؛ حتى لا تُصبِحنَ أخواتٍ للشَّياطين ، وتحدَّثَ كيف أنَّ الإسرافَ في النِّعم قد يكونُ سببًا لزوالها . فكان ماجد يَستمِعُ ، وكأنَّ الحَديثَ مُوَجَّهٌ له ، وكانت كُلُّ كلمةٍ للشَّيخ تُوَعِّيه وتُنَبِّهُهُ أكثر . فَفَرِح في قرارة نفسه بزوجتِهِ الصَّالحة ، والتي تَحُثُّهُ دَوماً على عدم التبذير .
فأكمل الحلقةَ ، ودخل على زوجته المطبخ ، فَرَبَتَ على كَتفيها ، فالتفتَت له ، فوَجدته مُبتسماً ، فتَهلَّلَت أساريرُها وهِيَ لا تَعرِفُ السَّبب .
فقال لها : زوجتي الحبيبة ، دَعِي ما في يدِكِ ، وقُومي ؛ لِتستعِدِّي للذهابِ لوالدتِكِ اليوم .
سارة - وهي تكادُ تطيرُ من الفرح - : وما الذي غَيَّرَ رأيكَ فجأة ؟!
ماجد : أعلمُ بأنِّي أُثقِلُ عليكِ يا سارة ، ولكنَّنا تعوَّدنا مُنذُ الصِّغَرِ على المُبالغةِ في المَوائِد في رمضان ، ولقد استمعتُ قبل قليلٍ لِحَديثِ أحد المشائخ ، وهو يُحذِّرُ من الإسرافِ والتبذير . وأنا سعيدٌ لأنَّ اللهَ رَزَقني بزوجةٍ مِثلكِ ، تخافُ اللهَ ، وتحرِصُ على الاعتدال في كُلِّ شيء . لِذا حبيبتي ، أحتاجُ مُساعدتكِ أكثر ، لأتغلَّبَ على تلك العاداتِ السَّيئةِ ، التي سيطرت علينا . ويُسعِدُني أن أتناولَ طعامَ الإفطار في منزل والدتِكِ ؛ لأشكُرَ والدتكِ الحبيبة على حُسنِ تربيتِها لَكِ ، ولِكَونِها منحتني جَوهرةً ثمينة .
سارة - فَرِحةً مُستبشِرة - : سنكونُ معاً زوجي الحبيب يداً بيد ، تُوَجِّهُني إذا أخطأتُ ، وأُنبِّهُكَ إذا نَسِيتَ ؛ لِيَسيرَ بنا مَركبُنا لِبَرِّ الأمان .
آيه ~ مشرفة قسم المسابقات
مِــزَاجِي :
موضوع: رد: ~ .. مُسلسل [ سَـارة في وَرطَــة ] .. ~ الأربعاء يونيو 26, 2013 7:27 am
الخنساء الصغيرة كتب:
موضُوع رائع يا آية ذو طابع قصّي لكن واقعي جدًّا! يحمل بين أسطره العبر العديدَة و ينتقد العادات السّيّئة في الشّهر الفضِيل و هذه أعمال العديد من العائلات في العالم العربي مع الأسف .. كلِّي تشوّق لقراءة بقية الأحداث ^^ أحجز مقعدي حبيبتي
شكراً لكِ مونى أنرتى الصفحة بطلتك يا عسل ^^
جزيــتى خيــراً ..
شلال الورد المشرفة العامة على المنتدى
مِــزَاجِي :
موضوع: رد: ~ .. مُسلسل [ سَـارة في وَرطَــة ] .. ~ الأربعاء يونيو 26, 2013 10:25 pm
شكرا جزيلا اية رااااااااااااااااااااااااااااائعة جدا جدا يعطيك العافية