كشف العالم المصري د.مصطفى السيد الحاصل على أعلى وسام
أمريكي في العلوم، عن نجاحات جديدة تخص تجاربه في علاج مرض السرطان بجزيئات الذهب
من خلال
تكنولوجيا "النانو".
وأعلن الدكتور مصطفى السيد في مؤتمر
صحفي عقده أمس الأحد، بالمركز القومي للبحوث بمصر، أن فترة الستة أشهر الماضية شهدت
تطورات جديدة في التجارب التي تجرى على الحيوانات المعملية، حيث نجح فريق من مركز
البحوث بمصر في القضاء على الخلايا السرطانية لفئران مصابة بالمرض من خلال وضع
جزيئات الذهب على تلك الخلايا وتعريضها لضوء الليزر ليتم تدميرها.
وأكد أن
أبحاث استخدام نانو الذهب في القضاء على الخلايا السرطانية لا زال أمامها عامان أو
ثلاثة من التجارب على الحيوانات حتى يثبت عدم وجود أضرار جانبية لهذا النوع من
العلاج، وفور نجاح تلك التجارب سيحصل الباحثون على تصريح من وزارة الصحة المصرية في
تجربة هذا العلاج على الإنسان.
وأشار إلى أن التجارب على الإنسان ستحتاج إلى
نحو خمس سنوات أخرى حتى يتم تقنين هذا العلاج واستخدامه بشكل عام في مصر، أو أية
دولة أخرى ترغب في الاستفادة منه.
وأوضح أنه يتم تجربة العلاج على أنواع
مختلفة من السرطان وأبرزها الثدي والجلد، سواء بإحداث خلايا سرطانية من خلال الحقن
أو أن يكون الجسم مصابا أصلا بالمرض، مشيرا إلى أن الفترة الحالية يجرى فيها أيضا
أبحاث حول آثار استخدام جزيئات الذهب في الفئران السليمة - غير المصابة بالسرطان-
وذلك حتى يتم التعرف على مدى أضرارها.
كذلك تسير الأبحاث حول مصير جزيئات
الذهب بعد أن تتمكن من القضاء على الخلايا السرطانية، وكيف سيتخلص الجسم منها،
مؤكدا أن هذه التجارب هامة جدا من أجل الحصول على الترخيص بتجربة العلاج على
البشر.
كوادر ماهرة
الدكتور مصطفى السيد أكد أن
المركز القومي للبحوث في مصر يوفر جميع مستلزمات إجراء تلك التجارب، وأن الفريق
البحثي الذي يعمل على علاج السرطان من خلال جزيئات الذهب فريق ماهر لأقصى درجة ومن
بينه أفراد لم ير مثيلا لهم في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار إلى أن
الفريق الذي يرأسه الدكتور "علي شبكة" أستاذ الفيزياء بالمركز والمشرف على وحدة
تكنولوجيا الليزر فمتو ثانية بالمركز، تمكن من تعلم واستخدام "النانو تكنولوجي"،
وكيفية صناعة جزئيات الذهب المتناهية في الصغر وتركيبها في الخلايا السرطانية، وذلك
بكفاءة رغم أن باحثين في الخارج لا زالوا حتى الآن عاجزين عن استخدام تلك
التقنية.
وأكد العالم المصري مصطفى السيد أن هناك أساتذة في المركز القومي
للبحوث بمصر تعلم منهم الكثير، فرغم أن الأساس العلمي هو الذي وضعه، فإن الباحثين
المصريين يطبقونه بكفاءة، معربا عن ثقته في أن يكتمل مشروع علاج السرطان في هذا
المركز بنجاح.
أفضل وأرخص
وحول التكلفة الإجمالية
للمشروع أوضح الدكتور مصطفى السيد أنها تبلغ حوالي مليوني جنيه مصري، ولذا فإن
المشروع من الناحية المادية أرخص بكثير من التجارب المماثلة التي أجريت بالولايات
المتحدة الأمريكية.
ومن الناحية العلمية أوضح أن التجارب التي أجريت في
الولايات المتحدة لم تتمكن حتى الآن من الوصول إلى ما توصلت إليه الأبحاث التي تجرى
في مصر، وعليه فإن نجاح المشروع سوف يجعل من مصر المركز الأول في تصدير هذا النوع
من العلاج إلى جميع دول العالم.
وأشار إلى أن العامل المشترك بين التجربتين
المصرية والأمريكية هو الأساس أو الحقيقة العلمية التي تدور حول استخدام جزيئات
الذهب في علاج السرطان، بينما الأفضلية ستكون للأفضل والأرخص.
واختتم
الدكتور مصطفى السيد حديثه قائلا: "العلم يقوم على التجربة وبذل الجهد والإصرار على
النجاح، وما يحدث في المركز القومي للبحوث بمصر من جهد في التوصل لعلاج السرطان
بجزيئات الذهب أمر محل فخر وتقدير، ونأمل أن يوفقنا الله في هذه التجارب حتى يرتاح
الملايين من مرضى السرطان حول العالم".
جدير بالذكر أن "النانو تكنولوجي" هو
تفتيت المواد لتصبح بحجم النانو (سمك شعرة الإنسان الواحدة توازي خمسين ألف
نانوميتر) وعندما تتفتت هذه المواد تختلف خواصها، ومن ثم تتعدد
استخداماتها.
الخلايا والذهب والطاقة
وتؤكد نظرية
الدكتور مصطفى السيد الخاصة باستخدام نانو الذهب في علاج السرطان، على أن الذهب من
هذه المواد التي تتغير خصائصها عند تفتيتها، فهو كعنصر لا يتفاعل مع أي شيء
كيميائي، وإنما تستخدمه النساء في الزينة فقط كعنصر براق يجذب الأنظار، ولكن
بتفتيته عبر تكنولوجيا النانو، تتميز جزيئاته متناهية الصغر بصفتين هامتين تساعدان
بشكل كبير في علاج الأورام السرطانية:
الأولى: أن قطع
الذهب الصغيرة تعكس الضوء بشدة، وبالتالي حينما تلتصق جزيئات الذهب بالخلايا
المصابة بالسرطان، نجدها تحت الميكروسكوب تلمع وتعطي ضوءا، فيسهل رؤيتها وتمييزها
عن الخلايا السليمة.
ثانيا: أن قطع الذهب تمتص الضوء بشدة،
وحين نسلط ضوء الليزر على الخلية المصابة، فإنها تمتص الطاقة الضوئية وتحولها
لحرارة تقتل الخلية السرطانية ومن ثم نتخلص منها نهائيا.
ويوضح د.السيد أن
طريقة الكشف عن السرطان عبر جزيئات الذهب تبدأ بتحميل بروتينات لها خاصية الالتصاق
بإفرازات الخلية السرطانية بجزيئات الذهب، وحقنها بالمريض، فتتشابك البروتينات بسطح
الخلية المصابة وبها جزيء الذهب؛ ليصبح بعد ذلك من الممكن رصد الخلايا المصابة بل
رؤيتها عبر الميكروسكوب كل خلية بمفردها.
أما طريقة العلاج فيتم فيها تركيز
ضوء الليزر بدرجة معينة على جزيئات الذهب، فتمتص طاقة الضوء وتحولها لحرارة تؤدي
لحرق وقتل الخلية المصابة التي التصقت بها، أما الخلايا السليمة فلن تتأثر؛ وذلك
لأننا نتحكم في الضوء ونسلطه بالنسبة التي تؤدي إلى قتل الخلايا المصابة فقط