حلقة (11) : عبدٌ رسول
ذات يوم كان ملك الوحي جبريل –عليه السلام- يجلس مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم-
فنزل عليهما ملك من السماء و قال للرسول :يا محمد أرسلني إليك ربك، قال: أفملكاً نبياً يجعلك
أو عبداً رسولاً؟ فنظر الرسول –صلى الله عليه وسلم- إلى جبريل يستشيره فأشار عليه جبريل
أن يتواضع لربه عز وجلّ ، فأخذ النبي –صلى الله عليه وسلم- بمشورة جبريل –عليه السلام- و
قال للملك "بل عبداً رسولاً" وهكذا اختار النبي –صلى الله عليه وسلم- أن يكون رجلاً عادياً
وفضل التواضع لله على الملك و المال.
حلقة (12): الرسول و الحبر
حدث أن أراد يهودي يُدعى –زيد بن سعنة- أن يختبر خلق الرسول الكريم و حلمه وحسن معاملته للناس و كان له دينٌ على النبي فذهب إليه يطلب دينه قبل حلول الموعد المحدد للوفاء به وقال له غاضباً : "ألا تقضيني يا محمد حقي؟" فو الله إنكم يا بني عبد المطلب قوم تماطلون في أداء حقوق الناس! ولقد كان لي بمخالفتكم علم" غضب صحابة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من غلظة ذلك اليهودي وسوء أدبه وثار عمر بن الخطاب في وجهه وانتهره و أغلظ له في القول قائلاً: "يا عدو الله أتقول لرسول الله ما أسمع وتصنع به ما أرى؟ فو الذي نفسي بيده لولا ما أحاذر قوله (أي لولا ما أخشى أن يفوتني من رضا رسول الله) لضربت بسيفي رأسك فتبسم النبي صلوات الله عليه وقال لعمر: "يا عمر كنت أنا وهو أحوج إلى خير من هذا منك أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن الطلب اذهب به يا عمر فأعطه وزده عشرين صاعاً من تمر مكان ما رعته(أي مكان ما أخفته و أفزعته)
فقال اليهودي: ما هذه الزيادة يا عمر؟
قال عمر: أمرني رسول الله أن أزيدك مكان ما رعتك
قال: وتعرفني يا عمر؟
قال عمر: لا
قال اليهودي: أنا زيد بن سعنة
قال عمر: الحبر (أي عالم يهودي ورئيس في الدين)
قال اليهودي: نعم الحبر
قال عمر: فما دعاك أن فعلت برسول الله ما فعلت؟ وقلت ما قلت؟
قال اليهودي: يا عمر لم يكن من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفته في وجه رسول الله حين نظرت إليه إلا اثنين لم أخبرهما منه : يسبق حلمه جهله ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً ود أخبرتهما فأشهدك يا عمر أني رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً و أنّ شطر مالي صدقة على أمة محمد .
وقد استشهد في غزوة تبوك مقبلاً غير مدبر مجاهداً في سبيل الله .