بسم الله الرحمان الرحيم
تونس بلد يقع في شمال أفريقيا يحده من الشمال والشرق البحر الأبيض المتوسط، ومن الغرب الجزائر (965 كم) ومن الجنوب الشرقي ليبيا (459 كم). عاصمتها مدينة تونس. واسمها الرسمي الجمهورية التونسية. تبلغ مساحة الجمهورية التونسية 162.155 كم2[6]. تمتد الصحراء الكبرى على 30 % من الأراضي التونسية بينما تغطي باقي المساحة تربة خصبة محاذية للبحر.
لعبت تونس أدوارا هامة في التاريخ القديم منذ عهد الأمازيغ والفينيقيين والقرطاجيين وقد عرفت باسم مقاطعة أفريقيا إبان الحكم الروماني لها. وقد دارت حروب بين قرطاج وروما لا تزال إلى الآن أحد أهم حروب العهد القديم كما كانت تسمى مطمور روما لما كانت توفره من منتجات فلاحية. فتحها المسلمون في القرن السابع الميلادي وأسسوا فيها مدينة القيروان سنة 50 هـ لتكون أول مدينة إسلامية في شمال أفريقيا.
تونس هي أصغر من الأمم الواقعة على طول سلسلة جبال أطلس. ويتألف جنوب البلاد من الصحراء، مع الكثير من والباقي يتألف من تربة خصبة للغاية و1300 كلم (810 ميل) من الساحل. لعبت دورا بارزا على حد سواء في العصور القديمة، الأولى مع المدينة الفينيقية الشهيرة في قرطاج، ثم باسم مقاطعة رومانية في أفريقيا، التي كانت تعرف باسم "سلة الخبز" في روما. في وقت لاحق، احتلت تونس مخربون خلال القرن 5 م والبيزنطيين في القرن 6، والعرب في القرن 8. في ظل الامبراطورية العثمانية، كما كان معروفا تونس "ريجنسي من تونس". مرت تحت الحماية الفرنسية في عام 1881. بعد الحصول على الاستقلال في عام 1956 قاد البلاد الاسم الرسمي "للمملكة تونس" في نهاية عهد الباي لامين واسرة Husainid. مع إعلان الجمهورية التونسية في 25 يوليو 1957، أصبحت القومية الزعيم الحبيب بورقيبة أول رئيس لها.
كان يحكم البلاد من قبل النظام الاستبدادي للرئيس زين العابدين بن علي 1987 حتي 2011 قبل فراره خلال الثورة التونسية. وقالت إن تونس بلد الموجهة نحو التصدير في عملية تحرير وخصخصة الاقتصاد الذي بلغ متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي 5 ٪ منذ أوائل 1990s، عانى الفساد تستفيد عائلة الرئيس السابق.[7]
تونس لديها علاقات مع كل من الاتحاد الأوروبي ومعه ولديه اتفاقية الشراكة والعالم العربي. تونس هو أيضا عضو في جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي. وأنشأت تونس علاقات وثيقة مع فرنسا على وجه الخصوص، من خلال التعاون الاقتصادي والتحديث الصناعي، وبرامج الخصخصة. وقد جعلت النهج الذي تتبعه الحكومة في الصراع بين إسرائيل وفلسطين كما أنها وسيط في مجال الدبلوماسية في الشرق الأوسط.
و تاتي تسمية تونس من :
تأتي تسمية البلاد من تسمية عاصمتها التي تمتلك نفس الاسم. وتختلف الأراء عن تسمية هذه المدينة. يعتقد البعض أن اسم تونس يعود إلى الحقبة الفينيقية حيث أن عادةً ما تسمى المدينة بألهتها الرئيسية وفي حالة تونس فهي تانيت [10][11]. بعض المدارس العربية رجحت أصل الكلمة إلى جذور عربية من خلال المدينة القديمة ترشيش.[12]. كما رجح البعض الأخر أصل الكلمة إلى كلمة تينس التي وصفها ديودورس وبوليبيوس والتي يبدو وصفها قريباً من منطقة القصبة بضواحي تونس حالياً[12][13]. أيضاً، أشار المؤرّخ التونسي عبد الرحمن بن خلدون إلى أصل كلمة "تونس" التي أطلقت على حاضرة شمال إفريقيّة حيث أرجع اصلها إلى ما عرف عن المدينة من ازدهار عمراني وحيوية اقتصادية وحركية ثقافية واجتماعية فقد أشار إلى أنّ اسم "تونس" اشتقّ من وصف سكانها والوافدين عليها لما عرفوا به من طيب المعاشرة وكرم الضيافة وحسن الوفادة[14]. كما يوجد تفسير أخر يقول أن الكلمة من جذع فعل أنس الأمازيغي والذي يعني قضاء الليلة[15].مع تغير المعنى في الزمن والمكان، قد تكون كلمة تونس أخذت معنى مخيم ليلي، أو مخيم، أو مكان للتوقف. وهناك مراجع مكتوبة من الحضارة الرومانية القديمة تذكر مدن قريبة بأسماء مثل تونيزا (حالياً القالة)، تونسودى (حالياً سيدي مسكين)، تنسوت (حالياً بئر بورقبة)، تونسى (حالياً رأس الجبل). بما إن كل هذه القرى كانت موجودة على الطرقات الرومانية، فقد كانت بلاشك تستعمل كمحطة لتوقف والإستراحة[16]. تسمية البلاد في اللغات اللاتينية, التي تضيف إليها ia مثل الإنجليزية وهي قد تطورت من تسمية الجغرافيين والمؤرخين الفرنسيين الذين سموها Tunisie -ia,.[10] في أوائل القرن 19 كجزء من جهودهم الرامية إلى إعطاء أسماء للأراضي التي كانت تحتلها فرنسا. كلمة Tunisie المشتقة من الفرنسية تبنتها بعض اللغات الأوروبية مع بعض التعديلات الطفيفة, مما أنتج عن اسم مميز للبلاد. أما بعض اللغات الأخرى فلم تغير التسمية العربية كثيرا, مثال على ذلك التسمية الروسية لتونس Тунис (تو'نس) والتسمية الإسبانية Túnez.
و يتمتل عدد سكان تونس حوالي بلغ عدد سكان البلاد التونسية حسب آخر تقدير نشره المعهد الوطني للإحصاء في غرة جويلية 2010 10 ملايين و549 ألفا و100 نسمة موزعين على 24 ولاية فيما يقدر عدد التونسيين بالخارج ب975 ألف نسمة حسب أرقام تعود إلى 2007.أغلب التونسيين من العرق السامي بما أن أغلب السكان من أصول أمازيغية معربة[44] ومن الأندلسيين والأتراك والصقليين الذين توافدوا على البلاد في حقبات تارخية محتلفة مع وجود بعض الزنوج. شهد عدد سكان البلاد تطورا كبيرا منذ الاستقلال بفضل تحسن مستوى المعيشة وإنخفاض نسبة وفيات الرضع إلا نسبة النمو السكاني شهدت إنخفاضا متواصلا في السنوات الأخيرة من 2,66 % عام 1975، ثم 2,58 عام 1984، ثم 1,7 عام 1994 لتبلغ 0.989% سنة 2008 وهي أقل نسبة في الوطن العربي قبل لبنان. يمثل المسلمون الأغلبية الساحقة من السكان مع وجود أقليات مسيحية ويهودية صغيرة قدمت فيما بعد وعاشت دائما في سلام مع المسلمين. تعتبر تونس المتوسطية تجانسا إذ يمثل المسلمون 98% من السكان مما ولد انتماءا وطنيا قويا لدى التونسيين في غياب النزعات العرقية والطائفية رغم أنه بلد متعدد الأعراق. وتركيبة السكان حاليا هي مزيج من العرب والأمازيغ والفينيقيين والأوروبيين والأتراك والأفارقة والرومان وأندلسيين. يعتبر الأمازيغ هم أول من سكن البلاد لكن المحطة الأبرز في تاريخ تونس القديم تتمثل في وفود الفينيقيين الذي قاموا بتأسيس قرطاج في القرن التاسع قبل الميلادي. سيطر الرومان على شمال أفريقيا حتى القرن الخامس الذي شهد سقوط الإمبراطورية الرومانية، بعدها قدم إلى تونس مجموعات عرقية أوروبية أهمها الوندال. وفي القرن الثامن غزو العرب المسلمون البلاد عقبها مجيئ عدد كبير من العائلات والقبائل العربية لتأخذ تركيبة البلاد منئذ شكلها الحالي. شهدت البلاد أيضا وفود آلاف الأندلسيين الذين إلتجئوا إليها بعد طردهم من قبل المسيحيين كما عرفت ابتداءا من القرن السادس عشر استيطان عدد كبير من العائلات التركية.
وتتمثل احصائية اليانات المجودةفي تنس فاغلب سكان تونس مسلمين والحمد لله وتمثل نسبة المسليمون في تونس ب99 بالمئة
قريبا جميع التونسيين (99% مسلمين) 85% منهم سنة من أتباع المذهب المالكي و 15% على المذهب الحنفي وهناك أقلية عبادية وهناك الصفريون مع وجود 2000 يهودي في جزيرة جربة التونسية حسب مصادر تونسية و 1500 حسب مصادر يهودية، يهود تونس العاصمة قدموا من إسبانيا في أواخر القرن الخامس عشر للميلاد بعد اضطهادهم من قبل الإسبان.لكن يهود جربة قدموا من المشرق العربي بعد حرق معبدهم من قبل نبوخذ نصر قبل 2500 سنة رغم أنه لا توجد أرقام رسمية تحصي عدد المسيحيين في تونس إلى أنه يوجد حوالي 50000 مسيحي من المقيمين وهم من فرنسيي تونس وتونسيون من أصول إيطالية وفرنسية ومالطية 80% منهم كاثوليك ومن كبار السن ويقيمون بتونس العاصمة وصفاقس. وهناك عدد ضئيل من الأرثودوكس (منهم ركاب سفينة روسية رحلتهم فرنسا إلى بنزرت أثناء الحرب العالمية الثانية إضاافة إلى بعض المهاجرين من اليونان) وهناك أقلية بروتستانية تقيم بجربة.
و اما لغتها فهي
يتكلم التونسيين اللغة العربية باللهجة التونسية، وهي لهجة دخلتها العديد من الكلمات من اللغات التركية والإيطالية وبدرجة كبيرة الفرنسية، نظرا لاعتبارات تاريخها يعود إلى القرنين 18 و 19. تمتلك الإيطالية حضوراً قوياً في اللهجة التونسية من خلال مفردات يعود أصلها للمهاجرين القادمين من صقلية. حصل أهم دمج في تاريخ اللهجة التونسية عندما أضيفت كلمات أندلسية (الإسبانية حاليا) بعد طرد المورو من الأندلس بين القرنين 17 و 18. تعتبر العربية اللغة الرسمية بينما تعد الفرنسية لغة الإدارة والأعمال بحكم الأمر الواقع. وكذا مفردات قديمة من الأمازيغية، ولا زالت مناطق متعددة من تونس تتكلم الأمازيغية[50] في مطماطة وفي جزيرة جربة (في أجيم، قلالة، سدويكش وورسيغن) وفي شنني تطاوين وفي الدويرات.
ويمثل التعليم في تونس الاساس الذي تنبني عليه الدولة التونسية
مرحلة ما قبل المدرسة (وهي للأطفال بين 3 و 6 سنوات[52]) ليست إلزامية ويتم توفيرها في رياض الأطفال[
]. التعليم الابتدائي إلزامي ومجاني بين 6 و 16 سنة. وينقسم إلى مرحلتين : المرحلة الأولى تدوم 6 سنوات في المدارس الابتدائية في حين أن المرحلة الثانية مدتها 3 سنوات وتجرى في المدارس الاعدادية[52] · [54]. هذه الدراسة تتوج بشهادة ختم التعليم الأساسي وتخول الالتحاق مجاناً للتعليم الثانوي في المعاهد الثانوية. تضم الدراسة في هذه المعاهد 4 سنوات تنقسم إلى سنة جذع مشترك وثلاثة سنوات اختصاص من بين 6 اختصاصات مقترحة (أدب وعلوم وعلوم تقنية وعلوم العلمية واقتصاد وتصرف وعلوم اعلامية)[55]. تختم الدراسة الثانوية بشهادة البكالوريا وتفتح المجال للتعليم العالي الذي يحوي 179 معهد تابعين ل13 جامعة 5 منهم في العاصمة تونس والبقية موزعة على 7 ولايات بالإضافة ل24 معهد عالي للدراسات التكنولوجية (ISET) موزعة على جميع ولايات تونس. رغم أن 21% من ميزانية الدولة مخصصة للتعليم سنة 2008 فإن عدد التلاميذ المسجلين في 2008 في إنخفاض مقارنةً بسنة 2000 (2.1 مليون في 2008 و 2.4 مليون سنة 2001). بينما يصل عدد الطلبة إلى 370000 [56] أي ما يناهز 27% من الشريحة العمرية المعنية. بلغت نسبة التحصيل عام 2009 77.7%، وبلغت نسبة التمدرس للأطفال بين 12 و17 سنة عام 2005، بالتساوي بين الفتيان والفتيات، 66%.
واما الفنون فهي كالاتي
يوجد في تونس نوعان من الأدب الأول باللغة العربية والثاني بالفرنسية. يرجع تاريخ الأدب التونسي باللغة العربية إلى القرن السابع الميلادي، تاريخ الفتح الإسلامي للبلاد في حين يرجع جذور الصنف الثاني إلى أواخر القرن التاسع عشر، تاريخ إنتصاب الحماية الفرنسية. يطغى مجالا القصة والشعر على أغلب المنشورات الأدبية الحالية. ومن أبرز أعلام القصة التونسية علي الدوعاجي، محمد العروسي المطوي، البشير خريّف، حسن نصر ومحمود المسعدي. ومن أبرز الشعراء أبو القاسم الشابي، مصطفى خريّف، أحمد خير الدين، الميداني بن صالح، محمد الغزي، المنصف لوهايبي وآدم فتحي. تتميز الموسيقى التونسية بتنوع كبير على مستوى أصنافها وألوانها. تنقسم الموسيقى التونسية أساسا إلى ثلاثة أنواع: موسيقى ذات طابع عصري بما في ذلك الأغاني بالعربية الفصحى أو العربية الدارجة، موسيقى ذات طابع تراثي كلاسيكي (أساسا المالوف والموشحات والسلامية) والموسيقى الشعبية (المزود والموسيقى الفلكلورية ذات الطابع الجهوي). أبرز تظاهرة للموسيقى التونسية هو "مهرجان الموسيقى التونسية". ترجع بدايات السينما في تونس إلى عام 1896 تاريخ تصوير الأخوين لوميار لمشاهد حية لأنهج تونس العاصمة. في العام التالي أقيم في البلاد أول عرض سينمائي. سنة 1908 أفتتحت "أمنية باتي" كأول قاعة سينما في البلاد. سنة 1922 صور فيلم زهرة، أول فيلم قصير في البلاد، تبعه سنة 1937 أول فيلم طويل بعنوان "مجنون القيروان". سنة 1966 بعد الاستقلال أنتج أول فيلم تونسي بعنوان الفجر. تنتج السينما التونسية حاليا معدل ثلاثة أفلام طويلة و6 أفلام قصيرة في السنة. تعد أيام قرطاج السينمائية، أهم فعالية سينيمائة في البلاد. لكل جهة في البلاد موروثها الثقافي وعاداتها وتقاليدها حتى وإن كانت متجانسة مع بعضها البعض. فكل منطقة تنطوي على أكلات، أزياء تقليدية، طراز معماري أو عادات محلية تمتاز بها على الأخرى. يظهر التنوع التراثي جليا على مستوى الصناعات التقليدية التي تشمل: الخزف والفخار أساسا في نابل وجربة، السجاد أو الزربية أساسا القيروان والمهدية، الجلد أساسا في العاصمة، صفاقس وقبلي، الخشب في الشمال الغربي وصناعة النحاس في العاصمة والقيروان.
وتشتهر تنس بالطبخ التقليدي
لمطبخ التونسي يعتمد أسساً على الخضراوات ولحم الخروف والبقر (وفي بعض الجهات الجمل) إضافةً للسمك (خاصةً على السواحل) والباستا[62]. رغم أن الكسكسي هو الطبق التقليدي فإن الطبق الأكثر إستهلكاً هو المعكرونة[63][64] وبالتدقيق نوعا السباغتي والمكرونة حيث تقدم عادةً مع صلصة طماطم وهريسة. فتونس تحتل المرتبة الثالثة عالمياً في استهلاك الباستا (بعد إيطاليا وفنزويلا) ب 11.7 كغ/ساكن/سنة[63].