حسن: جدي! جدي! الجد: ما بك يا بني؟! لماذا تصرخ هكذا؟! حسن: لقد قام ابن جيراننا علي بضرب عصفور يطير بالمقلاع، فوقع جريحاً و قام علي بعد ذلك بربطه و حبسه في قفص ، وأخذ يستمتع بتعذيبه. فهل يرضيك ذلك؟ الجد: لا حول ولا قوة إلا بالله. طبعاً لا يرضيني يا بني! فالله يعاقبنا إن قمنا بتعذيب الحيوانات ؛لأنها تحس و تتألم و تمرض ، بل وتموت مثلنا، فلديها مشاعر و أحاسيس كالبشر، و قد نهى الله و رسوله عن ذلك، يقول (صلى): (لعن الله من اتخذ شيئاً فيه روح غرضاً) و قال عليه الصلاة والسلام عندما رأى الطائر يحوم يطلب أفراخه التي أخذها الصحابة من عشها : (من فجع هذه بولدها ردوا عليها ولدها إليها) كما أن النبي (صلى) قص علينا قصة المرأة التي حبست هرةً فلم تطعمها أو تسقيها ،حتى ماتت فأدخلها الله النار لذلك : (دخلت امرأة النار في هرة حبستها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، فلا هي أطعمتها و سقتها إذ حبستها ،ولا هي تركتها تأكل من حشائش الأرض) ومر عليه الصلاة والسلام بقرية نمل و قد أحرقت فقال (صلى): (إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار) فواجب علينا بدل ذلك الرفق بها و إطعامها لقوله (صلى): (من لا يرحم لا يرحم) و واجب علينا أيضاً إراحتها عند الذبح أو القتل لقوله (صلى): (إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتل، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليرح أحدكم ذبيحته ،وليحد شفرته) لذا واجب عليك يا بني أن تنصحه، وألا تأتي بمثل فعله. حسن: اطمئن يا جدي فأنا لا أقوم و لن أقوم بذلك أبداً!