الجد: هلم إلي يا حسن. حسن: حاضر يا جدي. الجد: قل لي يا بني كم اليوم في الشهر؟ حسن: إنه العشرون من رمضان. الجد: وهل تعلم يا بني ماذا يعني اليوم للتاريخ الإسلامي؟ حسن: كلا يا جدي. ماذا يعني؟! الجد: في مثل هذا اليوم وفي السنة الثامنة للهجرة كان فتح مكة يا بني، اليوم الذي ارتفع فيه صوت الحق( الله أكبر) في بيت الله المعمور. حسن: حدثني عن تلك القصة يا جدي. الجد: بعد أن عقد المسلمون صلح الحديبية و الذي كان من شروطه ألا يعتدي المشركون على القبائل التابعة للمسلمين في مكة ، قامت قريش بنقض العهد بهجومها على إحدى هذه القبائل، مما أدى إلى خروج الرسول (صلى) والمسلمين من المدينة؛ لفتح بيت الله الحرام، و أمر النبي (صلى) أصحابه بألا يضربوا أحداً أو يسيلوا دماً إلا عند الدفاع عن النفس ،و دخل المسلمون مكة وكان بها ثلاثمائة و ستون صنماً، و لم يكن هناك أية مقاومة لقريش بل تصافح الجيران والإخوان و الأحباب، و دخل الناس في دين الله أفواجا، و أخذ النبي (صلى) يحطم الأصنام. كما تجلت في ذاك اليوم صفة من أجمل الصفات في نبينا الكريم، عندما خاطب الكفار الذين آذوه بالأمس و نكلوا به تنكيلا فقال لهم: يا معشر قريش: ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا خيراً. أخ كريم وابن أخ كريم. ثم قال: فإنني أقول لكم كما قال أخي يوسف لإخوته (لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم و هو أرحم الراحمين، اذهبوا فأنتم الطلقاء ) أترى يا بني كيف كان حلم النبي (صلى) بمن آذوه، و حاصروه، و جوعوه؟! أترى كيف كان خلقه العظيم (صلى الله عليه و سلم )؟! حسن: نعم يا جدي (صلى الله عليه وسلم )!!