حسن: جدي لقد انتهى آذان العصر الآن. ما رأيك أن نصلي أنا وأنت وأمي وأخواتي جماعة؟ الجد: بارك الله فيك يا بني! فصلاة الجماعة خير من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة. هيا ناد أمك وأخواتك! (وبعد الصلاة) حسن: هل لي بسؤال يا جدي؟ الجد: طبعاً! تفضل يا بني. حسن: نحن عندما صلينا الآن قرأنا سراً، كذلك في صلاة الظهر، بينما نقرأ جهراً في الصبح والمغرب والعشاء. فلماذا ذلك؟! الجد: سؤال وجيه يا بني! إن السر في ذلك يا بني أن المسلمين كانوا في بدء الإسلام ضعافاً، فكانوا يجهرون بالصلاة في الأوقات التي ينام فيها الأعداء في بيوتهم صباحاً ،وفي الأوقات التي يلهون فيها مساءً، ويسرون في الظهر والعصر؛ ليقظة الأعداء وانتشارهم نهاراً في كل مكان، فلما قوي الإسلام ولم يعد المسلمون ضعافاً، بقي الحال على ما هو عليه دون تغيير؛ استصحاباً للأصل. هل فهمت الآن يا بني؟ حسن: نعم يا جدي فهمت! وشكراً لك! الجد: العفو يا بني. وتذكر أن الله (تعالى) يقول: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابغ بين ذلك سبيلا) ومعنى ذلك أن يكون المصلي في قراءته في الصلاة وسطاً.