في طريقه–صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة مرّ و أبو بكر بخيمة أم معبد الخزاعية و كانت
تطعم من يمر عليها بالأجر فسألها النبي –صلى الله عليه وسلم- : هل عندك من شيء؟ فقالت: و
الله ليس عندي شيء.
فرأى النبي شاة قرب الخيمة هزيلة و ضعيفة فسألها عنها فأخبرته أنها مريضة و من شدة
هزالها لم تخرج لترعى مع الأغنام فقال –صلى الله عليه وسلم- أتأذنين لي أن أحلبها؟
فقالت:ألا ترى أنها ضعيفة و ليس بها لبن ولكن إن استطعت فافعل فمسح عليه الصلاة و السلام
على ضرعها بيده الشريفة وقال: بسم الله لا قوة إلا بالله فدرّت اللبن فحلب في الإناء وسقى أم
معبد وصحبه ثم شرب ثم حلب مرة ثانية وملأ الإناء وتركه لأم معبد وانصرف.
ولما جاء أبو معبد زوجها أخبرته بما حدث فقال لها:إني و الله لأعتقد أنه الرجل الذي تبحث عنه
قريش و الله لأصحبنه إن وجدت إلى ذلك سبيلا.